لا تزال قضية مصروفي جريدتي «البلد» و«الوسيط» (للاعلانات) تتأزّم يومياً بعد يوم. فقد ذكرت «الوكالة الوطنية للاعلام» قبل أيام أن المصروفين واصلوا إعتصامهم أمام مطابع السفير في الحمرا حيث تصدر أعداد الصحيفة اليومية، وصادروا الاعداد منعاً لتوزيعها في الاسواق. في هذا الإطار، يشير مصدر لـ«الأخبار» إلى أن المصروفين لم يتقاضوا تعويضاتهم بعد صرفهم من عملهم قبل عام ونصف العام تقريباً. كما أن الموظفين المتبقين في الجريدة اليومية الذين لم يتخط عددهم أصابع اليد الواحدة، لا يتقاضون رواتبهم أيضاً، ويهددون بخطوات تصعيدية في الايام المقبلة. لم يجد المصروفون أيّ طريقة للحصول على تعويضاتهم إلا بالاعتصام لإيصال صوتهم. وهم يعيشون حالة ضياع بسبب عدم وجود مسؤول رسمي عن الصحيفة اليومية. فقد توارى مسؤولوها عن الأضواء منذ عام تقريباً، بعد إنتشار أخبار تُفيد بصدور قرار في الكويت يقضي بإعتقال مؤسسها رجل الاعمال السوري بشار كيوان الذي يقطن هناك إثر قضايا مالية تورط فيه. كان كيوان (معارض للنظام السوري) قد فسخ شراكته مع مجد سليمان لاسباب سياسية (موال للنظام/ أسسا شركة awe التي تضمّ مجلات وصحفاً)، لكن لم يتمّ تحديد لمن ذهبت الصحيفة. في سياق آخر، كان المحامي أكرم عازوري قد لفت بتصريح أخير لـ«الاخبار» إلى أن مصروفي «البلد» و«الوسيط»، لم يتقاضوا تعويضاتهم بعد رغم أن أصحاب الصحيفتين أقرتا بأن طرد الموظفين كان تعسّفياً، ولكن بقي الكلام مجرّد حبر على ورق. يذكر أن «الوسيط» تأسست عام 1992 وتعَدّ أوّل نشرة أسبوعية مبوَّبة. أما «البلد» فولدت في العامين 2004/2005، ولكنها مرّت بأزمات مادية حادّة. فهل تغلق «البلد» أبوابها قريباً ويكون مصيرها مصير «الحياة» التي تودّع لبنان بعد غد الجمعة؟