القاهرة | «الفنانون نحسوا المنتخب»، «اللاعبون فقدوا تركيزهم بسبب النجوم». «لماذا يحتاج اللاعبون لدعم لميس الحديدي وليلى علوي؟». «ماذا تفعل مذيعة النجوم بوسي شلبي في سانت بطرسبرغ؟»... كل هذه الأسئلة وغيرها أطلقها الجمهور المصري قبل وبعد مواجهة منتخب الفراعنة للروس أصحاب الأرض. مواجهة انتهت بهزيمة ثقيلة (1 – 3) بشكل لم يتوقعه أكبر المتشائمين.غاب المشاهير عن مباراة مصر وأورغواي التي صادفت أول أيام عيد الفطر، فصمد المصريون 90 دقيقة وخسروا بهدف مباغت. ظهرت الآمال في أداء أفضل أمام روسيا رغم فوز الأخيرة على السعودية بخماسية نظيفة. لكن بعودة محمد صلاح إلى التشكيل الأساسي وتوافد آلاف المصريين على مدينة سانت بطرسبرغ لدعم المنتخب، ارتفع سقف الطموح. ثم بدأت التعليقات الحذرة في الظهور عصر الاثنين، بعدما وصل العديد من الفنانين والإعلاميين إلى الفندق الذي يقيم فيه المنتخب المصري، وكانت الصورة الأكثر انتشاراً، تضم ليلى علوي، ولميس الحديدي، وبوسي شلبي، وفيفي عبده، والصحافي خالد صلاح، وزوجته الإعلامية شيريهان أبو الحسن، والممثل أحمد عبد العزيز. إلى جانب ذلك، انتشرت صور أخرى تظهر حضور رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة تدريب المنتخب في اليوم نفسه رغم تعارض ذلك مع قوانين الفيفا. ثم أطلقت فيفي عبده فيديو يحمل عباراتها الشهيرة «خمسة مواه»، فاسترجع المصريون ذكريات مباراة أم درمان الشهيرة 2009 بين الفراعنة والجزائر، وكيف أدى وجود الفنانين إلى تشتيت المنتخب المصري. وحسب الصور التي غزت السوشال ميديا، فإن أكثر من 36 فناناً وإعلامياً ذهبوا لتشجيع المنتخب أمام روسيا. لكن الغضب طال فقط الذين ذهبوا إلى الفندق ذاته، وسافروا وأقاموا على نفقة الشركة الراعية WE أحدث شركة خليوي في مصر. علماً أنّ الشركة أثارت العديد من المشكلات مع اللاعبين خلال الأشهر الأخيرة، أبرزها مشكلة وجود صورة محمد صلاح على طائرة المنتخب.
بالطبع، لو فعلها المصريون وتعادلوا حتى مع الروس، لما انطلقت موجات الغضب ضد الفنانين الذين ذهبوا إلى روسيا. لكن الرياح جاءت بما لا يشتهي أحد من القائمين على المنتخب، وخصوصاً WE. إذ أطلق المصريون ومعهم شخصيات عامة كلمات غاضبة اتهمت هؤلاء بأنهم شاركوا في هزيمة المنتخب، وسقطت كل محاولات الشركة الراعية في التأكيد على أن اللاعبين كانوا معزولين ولم يتأثروا بوجود الفنانين في الفندق نفسه. وخرجت بوسي شلبي بتصريحات مستفزة، متوجهةً للمنتقدين «اشربوا من البحر». وحاول الممثل شريف منير تخفيف وطأة الهجوم بإطلاق فيديو (مدته 7 دقائق) قال فيه إن الفنانين تلقوا دعوة وسافروا للتشجيع، بالتالي لا يتحملون ذنب النتيجة. ودعا الجمهور لتفهم الموقف والكف عن الهجوم. وهو ما سيحدث بالتأكيد، إذ سيهتم الجمهور لاحقاً بمصير المنتخب والجهاز الفني، لكن الأسئلة ستظل معلقة: لماذا لم يتعلم القائمون على المنتخب من أخطاء سابقة وعزلوا اللاعبين حرفياً عن النجوم والجمهور؟ ولماذا يصر المشاهير على التعامل باعتبارهم نجوماً حتى وهم خارج مصر؟ فنانون آخرون مثل شيكو وبيومي فؤاد وكريم فهمي سافروا إلى روسيا كمواطنين، أقامواً بعيداً عن المنتخب وذهبوا إلى الملعب من دون الحاجة للجلوس في لوبي فندق الإقامة. سؤال أخير: من مِن هؤلاء سيبقى في روسيا لدعم المنتخب أمام نظيره السعودي؟ وهل سيبقى على نفقته الشخصية أم أن الدعوة مدفوعة التكاليف هي المحرك الأساسي لكل من ذهب؟