القدس المحتلة | منذ عقود ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون (1928ـــ 2014) يُشكل ما يمكن وصفه بالكابوس الدموي للفلسطينيين، فهو معروف بمجازره العديدة بحق الفلسطينيين؛ كمذبحة قبية (1953) قضاء الخليل، وصبرا وشاتيلا في لبنان (1982)، كما انطلقت الانتفاضة الثانية إثر اقتحامه للمسجد الأقصى (2000) وحصدت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، إضافة إلى هدم البيوت والاستيلاء على الأراضي والاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري وغيرها الكثير من الجرائم وسياسات التطهير العرقي.
نشطت مواقع التواصل الاجتماعي والكثير من المواقع الإخباريّة في نقل أي خبر يتعلق بهذا «السفّاح» خصوصاً بعد الإعلان عن تدهور وضعه الصحي الأسبوع الماضي، وإعلان وفاته رسمياً أول من أمس السبت؛ هو المصاب بجلطة دماغيّة أدّت إلى دخوله في غيبوبة منذ ثماني سنوات. بعض التعليقات جاءت لتسخر من السلطة الفلسطينية محاولة التنبؤ بالموقف الرسمي الفلسطيني الذي سبق أن قدم العزاء بشخصيات وقيادات متطرفة في حكومة الاحتلال وجيشه «عشان الإنسانية... بتفكروا راح نعزّي بموت شارون؟».
لعل أكثر الأخبار طرافة ورواجاً على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لمقال مفبرك يعود إلى 2004 تحت عنوان «عالم أميركي يكشف سِرّ العداء: شارون يكره العرب لأن مراهقاً فلسطينياً هتَك عرضه» عندما كان في الـ 14 من عمره. وعن السبب وراء اختلاق هذه القصص، يقول الباحث الفلسطيني وسيم أبو فاشة لـ «الأخبار»: «يمكن وضع هذه الروايات في خانة «نفسية المهزوم» عبر محاولة التعويض عن الأذى المادي الذي ألحقه شارون في الحروب التي خاضها وخرج منها منتصراً فيها على العرب باستثناء مقاومة «حزب الله» وبعض التجارب المحدودة للمقاومة الفلسطينية. تحاول هذه الروايات إلحاق الأذى المعنوي عوضاً عن الأذى المادي وهو نصر تعويضي يُعمّق الهزيمة، بحلول التعويض النفسي مكان الواقع.». ويتحدث أبو فاشة عن شكل آخر خطير لهذه «النفسية» يتمثل في تبرير أفعال العدو الإجرامية الإرهابية بمنظور فردي؛ أي أن «إجرام شارون في هذه الحالة هو فعل انتقامي يتعلق بشخصه، لا أنه يمثل مشروعاً يقوم على العنصرية والتطهير العرقي».
ومن الأخبار الطريفة أيضاً البيان الذي أصدرته منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية أول من أمس السبت وأعلنت فيه عن أسفها، لأن رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق أرييل شارون مات قبل أن يواجه العدالة، خصوصاً عن دوره فى مجازر صبرا وشاتيلا فى لبنان عام 1982.
في الوقت نفسه، وَزّع الفلسطينيون الحلوى في قطاع غزة وأماكن أخرى ابتهاجاً بهذا الحدث، بينما ذكر الأمين العام لـ «حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية» مصطفى البرغوثي في إحدى تصريحاته «ينبغي ألّا نفرح لوفاته رغم أنّه سلك طريق الحرب والعنف ولم يسع للسلام مع الفلسطينيين».