بات جلياً أن لسعد الحريري رغبة مطردة في تكريس صورته كحاكم شعبيّ بكل ما يتاح له من وسائل وطرائق. يدرك الحريري وأعوانه أهمية التسويق في التجارة، كما في السياسة. لهذه الغاية تحديداً، أصبحت مصادفة اسم رئيس الحكومة اللبنانية على منصات التواصل الاجتماعي، أمراً مألوفاً، ولو كانت الردود سلبية في معظم الأحيان. هذه المرة، يعود الحريري ليستثير الجدل، بعدما دعا ناخبيه في إحدى جولاته الانتخابية إلى وهبه أصواتهم مقابل فرصة التقاط صورة «سيلفي» معه. على قدر ما يحتويه هذا الطلب من غرابة وطرافة، جاء التفاعل الجماهيري. إذ لم يكتفِ النشطاء بالتعليق وإعادة النشر، بل وصلوا إلى حد إنتاج نشيد ساخر تحت عنوان: «سنخوض السيلفي معك، وسنصرخ الله معك». السجال لن ينتهي هنا، إذ بدا استياء بعض المناصرين من الشريط المتَداول حازماً، في حين انشغل الآخرون في انتقاد سياسات الرئيس «الدالة على الإفلاس»، حسب تعليق أحدهم. يُذكر أن «السيلفي» باتت بصمة الحريري في أغلب لقاءاته ونشاطاته الاجتماعية، أشهرها تلك التي التقطها مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وشقيقه السفير السعودي بعيد احتجازه في السعودية في مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) 2017.