حركة ناشطة تسود كواليس القنوات اللبنانية استعداداً للانتخابات النيابية في 6 أيار (مايو). نتيجة لذلك، ستشهد هذه المحطات العديد من التغييرات في برمجتها قبل نحو أسبوعين من الاستحقاق. أول تلك التعديلات هو توقّف البرامج الترفيهية والفنية، لتحلّ مكانها المشاريع السياسية التي تواكب اليوم المنتظر.في هذا السياق، قمنا بجولة سريعة على «الجديد» و lbci و mtv على اعتبار أنها الأكثر حيوية في الانتخابات، واتضح أن برمجتها ستختلف في الأيام الأخيرة التي تسبق الانتخابات. وكانت «الجديد» السبّاقة إلى إيقاف برمجتها العادية، وطرحت مكانها الأعمال التلفزيونية السياسية. فقد أطلقت الأحد الماضي برنامج «الدائرة 16» الذي يبثّ يومياً (21:30/ يستمرّ حتى يوم الانتخابات) وتتولّى تقديمه مجموعة إعلاميين من فريق المحطة. ينقسم البرنامج إلى جزءين: الأوّل «شعبة الانتخابات» عبارة عن تقارير ميدانية من قلب الدوائر التي تتنافس فيها اللوائح. هكذا، يجول رامز القاضي وراشيل كرم على الناخبين ويستطلعون آراءهم حول كيفية التصويت، ويتوقفان عند العوامل المالية وغيرها التي تؤثر في صوت الناخب. في الحلقة الأولى من «الدائرة 16»، ألقت راشيل ورامز الضوء على خفايا دائرة بيروت الثانية، على أن يستكملا لاحقاً جميع الدوائر. أما من الاستديو، فيطلّ مباشرة على الهواء مداورة كل من: نانسي السبع وكاترين حنا وجورج صليبي الذين يستضيفون مرشحين. لكن الجديد في هذا العمل، أنه يشهد مناظرة «متواضعة» بين مرشحين اثنين يجيبان على أسئلة المحاورين.
يطلّ وليد عبود في حلقات خاصة من وحي الحدث


في هذا السياق، يشير القاضي لـ «الأخبار» إلى أن الفقرة التي يقدّمها مع راشيل، هي مسجّلة، وتتضمّن استعدادات الناس للانتخابات، والمعايير التي يضعها للمواطن خلال عملية التصويت. ويضيف: «مدّة البرنامج ساعتان، وهو عمل يغطي كل ما له علاقة بالانتخابات، من مقاربات ميدانية واستطلاعات لآراء الناس، وصولاً إلى المرشحين». في الوقت الذي أوقفت «الجديد» برمجتها اليومية المتعارف عليها، قرّرت lbci المشي بالبرمجة كما هي من دون تعديل لأنها خصصت برامج عدة للانتخابات، وأطلقتها قبل أسابيع أبرزها «تحصيل حاصل» لهشام حداد (كل خميس 21:45) و «لوين واصلين» لديما صادق (كل خميس بعد نشرة الأخبار). وتضاف إلى البرنامجين، الفقرة الثابتة اليومية في «نهاركم سعيد» الذي سيركز على كل مجريات الانتخابات. لذلك قررت lbci إبقاء عرض البرامج الترفيهية أبرزها «لهون وبس» لهشام حداد (كل ثلاثاء) الذي يتابع استضافة المرشحين للانتخابات ويعرض التطورات بأسلوب ساخر. على المقلب الآخر، تعيش قناة mtv فترة «ضياع»، بعدما كان متوقعاً أن ينطلق مارسيل غانم بحلقاته الجديدة هذا الأسبوع. وكانت القناة قد حجزت استديواتها بالفعل لاستقبال السياسيين، كما بدأت بالتحضير لبرمجتها الجديدة مع إعطاء المساحة الكبرى لمارسيل. لكن اعتذار الأخير عن تلك المقابلات وتأجيل إطلالته لما بعد الانتخابات، قلب برمجة المحطة. لذا، بدأ وليد عبود (يتولى مهام «بموضوعية» ـ كل أربعاء)، الأسبوع الماضي بعرض مقابلات خاصة بالانتخابات، وسيتمّ تحديد موعد بثّها بحسب الحوارات التي يجريها. هذا الأسبوع سيطل عبود أيضاً بحلقة خاصة وسيكشف خلال ساعات عن موعد العرض. في المقابل، من المتوقع أن تتوقّف بعض البرامج الفنية والترفيهية في mtv هذا الأسبوع على رأسها «المكتب الثاني» (رجا ناصر الدين و رودولف هلال) الذي يعرض كل جمعة. كذلك، من المحتمل أن يغيب برنامج «حديث البلد» (كل خميس) لمنى أبو حمزة الأسبوع المقبل. ولم يُعرف بعد مصير الحلقة المقبلة من برنامج «هيدا حكي» (كل ثلاثاء 21:45) للممثل عادل كرم. إذاً، بدأت البرمجة المخصّصة للسياسة تطغى على برمجة القنوات، تماماً كما حصل في آخر انتخابات نيابية عام 2009. يومها، أوقفت القنوات جميع برامجها الفنية والترفيهية قبل أسبوع من يوم الانتخابات.