في الحلقة الماضية من برنامج «منا وجرّ» الذي يقدمه بيار رباط كل إثنين (21:45) على قناة mtv، وقع إيلي سليمان صاحب فقرة «رادار» في المحظور. إذ وضع سليمان البرنامج والمحطة في موقف حرج من دون أن يعي حجمه وعواقبه، منساقاً نحو إطلاق النكت في انتظار تفاعل الحضور. في تلك الحلقة التي استضاف فيها رباط الاعلامي والممثل المصري أيمن قسيوني، تطرّق إيلي ـــ في رصده لما تجود به المحطات من زلات وهفوات ـــ للكلمات التي جاءت على لسان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مؤتمر القمة العربية التي عقدت في السعودية حين عبّر عن رفض بلاده إطلاق ما أسماه «الصواريخ البلاستيكية» من اليمن!هذه الهفوة زلزلت تويتر الذي سخر رواده من الخبرات العسكرية للسيسي، غير أن هذا المنطق أزعج محطة ميشال المر على ما يبدو. إذ بدا الارتباك مسيطراً على صاحب البرنامج وضيفه الذي أشار بيديه رافضاً التعليق أو حتى الابتسامة. وزاد سليمان الطين بلّة بإطلاقه نكتة حول «مشاركة مصر في حرب السعودية على اليمن واطلاقها صاروخاً قبل مشاركة السيسي في القمة»! هنا بدا فريق البرنامج مصعوقاً ولم يبادر أحد إلى التعليق كما يفعل دائماً. علّق رباط بأنّ الفتى المدلل لبرنامجه لم يوفّق هذه المرّة في النكتة قبل أن يُسارع إلى تغيير الموضوع. غير أن النقطة التي لم يلاحظها أحد، ترتبط بتحميل الحلقة كاملة على موقع قناة mtv، إذ يمكن للمتابع أن يلاحظ وجود آثار المقصّ واضحة وجلية في فقرة «رادار». وقد عمدت المحطة إلى حذف نكتة سليمان وسخريته من الرئيس المصري.
السؤال المطروح: طالما أننا نتحدث عن برنامج يتفاخر صنّاعه بالحديث عن حرية التعبير ولهم الحق في تقييم البرامج الاخرى، فلماذا ارتبكوا وخافوا من إطلاق نكتة تناولها الصغير قبل الكبير على السوشال ميديا؟ لماذا لم يبادر أحد للدعوة لليمن وأهله حتى بالسلام كما يرددون دائماً في هكذا حالات؟ نقطة أخرى يمكن استنتاجها في الحلقة وتتعلق بالضعف المهول من حيث الإعداد. إذ لاحظ الجميع كيف يجهل المقدم والمحيطون به بأنّ الاعلامي جعفر عبد الكريم صاحب برنامج «شباب توك» («دوتشيه فيليه» الألمانية الناطقة بالعربية) هو لبناني الاصل. هذا ما يدل على أنّ الهم الرئيسي للبرنامج، هو استثمار شعبية الضيوف قصد الوصول للتريندينغ بداية كل أسبوع.