في مثل هذا اليوم قبل 22 عاماً، ارتكب الصهاينة مجزرة لا تُمحى من ذاكرة اللبنانيين. في ظل عدوان «عناقيد الغضب» الذي شنّته إسرائيل على لبنان في نيسان (أبريل) 1996، احتمى مئات المدنيين من أهالي قانا وصدّيقين ورشكنانيه والمناطق المجاورة (جنوباً) في مقرّ الوحدة الفيجية العاملة ضمن قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام (يونيفيل) ظنّاً منهم بأنّهم سيسلمون من الوحشية في أحضان المنظمة الدولية. فما كان من العدو إلا أنّ قصف المكان موقعاً 106 شهداء والكثير من الجرحى، غالبيتهم من الأطفال، في مشهد هزّ العالم.
عن تويتر (محمد صفا)
استذكر اللبنانيون اليوم هذه الذكرى الأليمة، مسجّلين مواقفهم عبر مختلف مواقع التواصل الإجتماعي، فيما احتلّ #قانا المرتبة الأولى بين أكثر الهاشتاغات تداولاً على تويتر في لبنان. هكذا، ملأت صور جثث الصغار الحسابات الإفتراضية والتغريدات، إلى جانب صور الركام والحطام، والأجساد الصغيرة المنتشلة من تحت الركام، والتوابيت الخشبية المحمولة على الأكتاف قبيل الدفن...
وكانت حصّة وافرة للفيديوات التي استرجعت تغطيات تلفزيونية في ذلك الحين، وأخرى لأغنيات قدّمت خصيصاً للمناسبة أو اشتهرت خلالها، مثل «اللي مكتوب بحبر الدم انكتب»، و«أناديكم» لأحمد قعبور، و«غابت شمس الحق» لجوليا بطرس… فضلاً عن مقطع مصوّر للشاعر موسى زغيب يلقي قصيدة للمناسبة: «منحدل عليها من الزفت أطنان ومنقول راحت ما بقى ترجع/ ولمّا بيجري بدمها نيسان بتشق بطن الأرض وبتطلع».
على صعيد الشخصيات المعروفة على السوشال ميديا، قال الإعلامي اللبناني نيشان دير هاروتيونيان: «#قانا ... نستذكرُ مجزرتَكِ بتغريدةٍ من ماء الحزن. لأرواح شهدائك تحية. ويزَهِّر كرامة بأرضَك يا جنوب...»، فيما علّقت كارين سلامة، مقدّمة برنامج «تيلي ستار» على قناة «المستقبل»: «كي لا ننسى إجرامكم… #قانا». أما عضوة المكتب السياسي في تيّار «المردة» فيرا يمين، فاستعانت بجزء من كلمة ألقتها في العام 2008 في قانا: «قانا نعترف لك ونعتذر منك، أننا لم نصل إلى مستوى نقاوتك، حقك علينا أن نحفظك بأشفار العيون من عدو غاصب، أطفاله يرسلون الصواريخ هدايا لقتل أطفالنا، ما يذكر حين تم قتل كل أطفال بيت لحم، لكنهم لم يستطيعوا قتل الطفل المنتظر الذي منح الحياة. فمن إذا يحب الحياة أكثر؟ من يمون لأجل أن نحيا؟، أم من يحيا حياة بلا حياة وبلاء حياء؟».