لم يكد يمر أسبوع على الإطلالة الأخيرة لمارسيل غانم على شاشة lbci، مودعاً المشاهدين بعد 24 عاماً من الحضور على منبر «كلام الناس»، وإنشغال المحطة بعدها بتعبئة فراغ بحجم البرنامج السياسي الأكثر حضوراً على الشاشات اللبنانية، حتى ظهر غانم أمس على mtv، التي انتقل إليها حديثاً. ظهر من بوابة برنامج «دق الجرس» (إعداد وإنتاج جنان ملاط - إخراج: شربل يوسف)، كأول ضيف خارج الطبقة السياسية، التي تعاقبت قناة المرّ على إستضافتها منذ بدء البرنامج ( جبران باسيل، سعد الحريري، عناية عزّ الدين، مروان حمادة، سامي الجميل). الحلقة التي صوّرت قبل صدور القرار الظنّي بحق الإعلامي اللبناني، ورئيس تحرير أخبار lbci جان فغالي (صدر القرار قبل 4 أيام وفيه منعت محاكمة غانم وفغالي لإنتفاء الادعاء الشخصي من قبل وزير العدل وللشك وعدم كفاية الدليل، ووجوب محاكمتهما أمام محكمة الاستئناف الناظرة في دعاوى المطبوعات)، تقوم في الأصل على دخول الضيف الى صفّ مدرسي، وتعرّضه لمساءلة من قبل التلامذة. بدت الحلقة ملاءمة جداً لتعويد عين المشاهد على نقلة صاحب «كلام الناس» الى أحضان mtv. والمعلوم أن الأسئلة التي يطرحها الأطفال (لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات) معدّة سلفاً، يتناوبون على طرحها في الحلقة، وهذه المرة، طاولت تجربة إعلامي وليس سياسياً (يخوض غمار الإنتخابات النيابية)، وهذا الأمر يتطلب بالطبع جهداً مختلفاً في الأسئلة، وإحاطتها بجوانب شخصية ومهنية خاصة بالضيف.
في حلقة أمس تحدث غانم عن تجربته الجديدة على قناة المرّ (عن الويب)
في حلقة أمس، بدا غانم مرتاحاً، تحدث عن تجربته الجديدة على قناة المرّ، وعن حلقته الشهيرة بعد إستقالة الرئيس سعد الحريري من الرياض، مع تغييب عمدي لتفاصيلها وخلفيتها، وحصرها فقط بأن «الموضوع قد فهم بشكل خاطىء» كما قال غانم، سيّما بالشق المتعلق بالإساءة الى رئيس الجمهورية. طالت المساءلة الحياة العائلية، والحوادث التي ضجّت بها مواقع التواصل الإجتماعي عن غانم (حركة الأصبع في حديث إذاعي). وهنا، وجدنا الطفل الصغير يعبّر عن هذا السؤال بالإستعانة بالقاموس الإنكليزي، فأضحت الحادثة مختصرة بتعبير: Middle Finger. هذا إن دلّ على شيء، فإنه بالتأكيد يأخذنا الى تحميل الأطفال كلاماً وسياقاً وحتى عبارات تفوق أعمارهم، فكيف إن كانوا على شاشة تلفزيونية؟ ساعة ونصف الساعة، وقت طويل، يبعث أحياناً على الملل. إذ كنا أمام صورة ثابتة لتلامذة يقومون بالمساءلة (بطريقة روبوتية) للضيف الحاضر في الصف، لولا بعض الألعاب التطبيقية، وكسر بعض الجمود بضحكة من هنا، أو بتعليق ساخر من هناك. في المحصلة، ورغم المساحة اللافتة التي عمدت المحطة إلى تقديمها لضيفها المكّرم، المنضم إليها حديثاً، والتي بالتأكيد ساهمت في كسر الرهان على غياب غانم النسبي عن شاشة التلفزيون، فقد ظهر في مساحة مناسبة، من خلال منصة ليدلي من خلالها بآرائه وإنطباعاته، من دون أن يقاطعه أحد، أو ينتبه أحد أنه تجب مقاطعته ومحاججته خاصة في ملفات تخص المهنة والأداء الإعلامي. في نهاية المطاف، نحن أمام أولاد صغار، مدّربين على مهمة محددة، لا أكثر ولا أقل!