الأسبوع الماضي، وقف وزير الإعلام السوري عماد سارة تحت قبة البرلمان، بعد أربعة أشهر من استلامه الحقيبة الوزارية. تحدّث لساعات أمام أعضاء «مجلس الشعب» متناولاً رؤية وزارته لتطوير أداء الإعلام السوري.كشف سارة عن التحضير لاطلاق حلّة جديدة للتلفزيون السوري خلال شهر، مع رؤية بصرية جديدة مختلفة بحدود 60 في المئة، وبعيدة عن النمطية، حسب وصفه.
في هذا السياق، قال مصدر حضر الجلسة لـ«الأخبار» إنّ الوزير بدا مقتنعاً تماماً بأنّ الإعلام السوري شهد تطوّراً كبيراً، وأنّ السبب في ذلك يعود إلى ثلاثة أمور، أوّلها لقاء أجراه الرئيس السوري بشار الأسد مع الإعلاميين والمحلّلين السوريين قبل نحو شهر، أكد فيه أنّ السقف بات «مفتوحاً» أمام الإعلام، والخطوط الحمر هي خطوط «الوطن».
أما العامل الثاني، فهو رفع يد «الجهات المختصة» عن الإعلام، بحيث أصبح له القدرة على التحرك والتنقل بحرية، فيما يتمثّل الثالث في وضع أسس ومعايير لظهور الفريق الحكومي على شاشات التلفزة، وتحديد مدّة ظهور وعدد كلمات كل تصريح لأي مسؤول سوري.
الوزير الذي أشرف سابقاً على برنامج «كلام كبير» على شاشة التلفزيون السوري، وعد نواب البرلمان بتوفير «عناصر جذب» جديدة لشد المواطنين لمتابعة الإعلام السوري، موضحاً أنّ الوزارة تعمل على محاربة الفساد من خلال عدد من البرامج «الجريئة».
وبالنسبة للفساد في وزارته، تعهّد سارة بإلغاء مبدأ التعيين حسب الواسطة، مشيراً إلى أنّ التعيينات المقبلة ستكون حسب «الكفاءة فقط».
وأوضح سارة أنّ ما يُعرف بنظام البونات المعمول به في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في سوريا، هو نظام قديم وخطأ قانوني، وعلاوة على ذلك تم ابتداع خطأ جديد اسمه القرار الإداري.
على الرغم من ذلك، أكّد سارة أنّ الوزارة تسعى إلى تثبيت العقود المؤقتة بالتعاون مع الحكومة لكنها حتى الآن لم تصل إلى نتيجة بسبب الأعداد الكبيرة.
وفي حين لم تنقل الجلسة على الهواء مباشرة، تحدّث سارة عن ضرورة اعتماد مبدأ «الشفافية» في الإعلام السوري، وتبنّي الخطاب الموضوعي والابتعاد عن التعالي على المواطنين.
في شأن آخر، قال عماد سارة إنّ الإعلام السوري «الذي انفرد بتغطية أحداث الغوطة الشرقية»، أصبح للمرّة الأولى المصدر الأوحد للخبر ونقلت عنه كل القنوات والوكالات العالمية، متعهّداً بتحسين دخل مراسلي الإعلام الحربي في سوريا.
كما بشّر السوريين بإطلاق نظام رقمي عبر الانترنت لمشاهدة القنوات السورية، إضافة إلى منظومة رقمية أرضية تمكّن أي شخص من مشاهدة القنوات السورية على الموبايل، قائلاً إنّ هذه الخدمة أصبحت متوافرة في دمشق وطرطوس واللاذقية، لكنّها «مكلفة» حسب وصفه.
ويأتي اللقاء البرلماني بعد ثلاثة أشهر من الخطاب الشهير لعضو مجلس الشعب السوري محمد قبنض، الذي اختصر فيه وظيفة الإعلام السوري بـ «الطبل والزمر» لإنجازات الدولة، في حين قدّم زملاؤه في المجلس مجموعة من الكليشيهات الجاهزة لتطوير الإعلام السوري، من دون إرفاقها بخطوات واضحة.
كما جاء خطاب سارة أمام البرلمان، بعد أيام من ترقيته مندوبة التلفزيون السوري لدى مجلس الشعب وفاء الأسعد، إلى منصب مدير لقناة «سوريا دراما»، وإقالة الإعلامية رائدة وقاف من هذه المهمة. وحسب مصادر وزارة الإعلام السورية، فإنّ إقالة وقاف جاءت على خلفية اللقاء الذي استضافت فيه أسر جرحى وشهداء الجيش السوري، وعدم الرضى عن السقف المفتوح للحوار، وفتح الهواء لانتقاد التقصير الحكومي وعدم مقاطعة المذيعة السورية للضيوف، مما اعتبرته «الجهات المختصة» ضعفاً في إدارة الحلقات!.