في فترة حسّاسة يشهدها العالم العربي بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لـ «إسرائيلي» وقرار نقل السفارة الأميركية إليها، ارتأى موقع «إيلاف» السعودي نشر مقال لأفيخاي أدرعي، المتحدّث الرسمي بإسم جيش الاحتلال الإسرائيلية للإعلام العربي، وأجرى حواراً مع يسرائيل كاتس، وزير الاستخبارات والمواصلات في حكومة نتنياهو.
مقال أدرعي الذي حمل عنوان «حماس… ثلاثون عاماً»، كُتب بالشراكة مع مهدي مجيد عبد الله، ورأى أنّه منذ نشأتها «لم تعبّر» حركة «حماس» عن «مطالب الفلسطينيين»، مشيراً إلى أنّ «خطرها» لا يقتصر على الفلسطينيين ودولة «إسرائيل»، بل يطال «دول الجوار، الأمر الذي دفع بعض هذه الدول إلى تصنيفها بأنّها حركة إرهابية أو جماعة محظورة». لم يكتف الموقع الذي يملكه السعودي عثمان العمير بهذه الخطوة التطبيعية الفاضحة والمشينة، بل حاول كذلك يسرائيل كاتس، وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي، الذي حرص على التقليل من تداعيات إعلان ترامب معتبراً أنّه «تحصيل حاصل لما هو على الأرض».
رداً على هذا«التطبيع العلني»، شجب الكثير من الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي ما يجري. لكن جميعنا نذكر المقابلة التي أجراها الموقع نفسه قبل أقل من شهر مع رئيس أركان الجيش الاسرائيلي، غادي أيزنكوت، والتي تعتبر دليلاً إضافياً على الودّ القائم بين العدو والمملكة والذي لم يعد خفياً على مستويات عدّة. علماً بأنّ «إيلاف» سبق أن قابل مسؤولين إسرائيليين آخرين، منهم وزير الأمن السابق موشيه يعلون، والمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد.