إثر نية الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعلان اليوم في خطابه المرتقب، أن «القدس» عاصمة لـ «إسرائيل»، ونقل سفارة بلاده من «تل أبيب» اليها، إستنفر العالم أجمع على جميع الصعد السياسية والشعبية، والإعلامية. قرار ترامب شكل الشرارة الملائمة لما يمكن وصفها بالصحوة المفاجئة، سيما عند الرؤساء العرب، الذي عقدوا إجتماعات مراراً من دون أن يذكروا ولو عرضاً قضية فلسطين، عدا تراجع إيلاء هذه القضية المساحة والحيّز اللازم في المساحات الإعلامية.
على الشبكة العنكبوتية، حشد ملايين الناشطين، خاصة على تويتر وفايسبوك، تحت هاشتاغات عديدة : «#القدس»، «#القدس_عاصمة_فلسطين_الأبدية»، «# jerusalem»، ناشرين صوراً لقبة الصخرة في فلسطين، وللمسجد الأقصى، معلنين بقاء «القدس» عاصمة لفلسطين، ومستبشرين بقيام إنتفاضة جديدة جامعة في وجه الإحتلال الإسرائيلي، تكون حافزاً لعودة هذه القضية الى الساحة العربية بقوة.
كثر من الإعلاميين/ات، والناشطين/ات، بدلوا صور بروفايلاتهم الشخصية، بصورة مسجد «قبة الصخرة» يرفرف فوقه علم فلسطين، لنكون أمام صورة جامعة على الموقع الأزرق، مع إعادة نشر لكلام الشهيد عماد مغنية يقول فيه: «الهدف واضح، ومحدد ودقيق، إزالة إسرائيل من الوجود»، الى جانب إستذكار العبارات الخالدة لأغنية فيروز «زهرة المدائن»، سيما مقطع «عيوننا إليك ترحل كل يوم /تدور في أروقة المعابد/ تعانق الكنائس القديمة / وتمسح الحزن عن المساجد».
إذاً، حشد إفتراضي، غير مسبوق على الشبكات الإفتراضية، جمع العرب للمرة الأولى بعد إنشقاقات بالجملة جراء الصراعات السياسية المتناحرة بينهم، وبين شعوبهم. صحيح أن ترامب، سيعلن عن خطوة ستهزّ العالم، وتستفزّ الشعوب المقاومة والمساندة لقضية فلسطين، لكن في المقابل، استطاع هذا القرار على تداعياته الخطيرة، أن يوّحد العرب، ولو إفتراضياً.