بعد ضغط إفتراضي، وإتهام الشركة بتسليع الأطفال للتسويق لمنتجاتها، أزالت إحدى أبرز ماركات المكسرات في لبنان، فوراً صورة كانت قد نشرتها على حسابها الفايسبوكي اليوم صباحاً، لمجموعة أطفال يرتدون ملصقاتها الإعلانية، وعلى أجسادهم الطرّية، مجسمات صغيرة، تمثل سلع هذه الماركة.
أزالت الشركة هذه الصور المسيئة، من دون تقديم أي إعتذار، أو توضيح، فيما ذهبت المسؤولية الأكبر على المدرسة ومعلّميها الذين ارتضوا أن تستغل أجساد الأطفال بهذا الشكل المسيء.
لكن الأمر لم يقف هنا، فالناظر الى صفحة مدرسة «الإليزيه» (الحازمية)، على فايسبوك، والى الصور المنشورة، يدرك أن ما ظهر في شركة المكسرات، ليس سوى نقطة في بحر الإستغلال للأطفال. ماركات بالجملة، لصلصات، وعصائر، شوكولا، ومواد غذائية وغيرها، ألبست ملصقاتها الإعلانية ومجسماتها لأطفال لم يتجاوز عمرهم الأربع أو خمس سنوات. إبتسامات المعلمات تتوزع على عدسات الكاميرات، وهنّ الى جانب الأطفال الذين اعتقدوا أن ما يقومون به، ضمن أنشطة ترفيهية أو مسليّة، ولا يعلمون أنهم استخدموا كمنصة إعلانية، لهذه المنتجات والماركات. يسير الأطفال الذين يجسدون لا شيء سوى البراءة، في طوابير، محملين بهذه المجّسمات التجارية، من دون أن يجد أحد من المعنيين، عناء الإنتباه أو حتى الإعتذار من أهالي التلامذة الصغار (وقعوا بدورهم ضحية هذا العمل)، عن هذا الإستغلال الفاضح، المقبوض سعره سلفاً ربما!