بعد حملة الإعتقالات التي طالت دعاة سعوديين أمثال سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري، لرفضهم أوامر الديوان الملكي السعودي بمهاجمة قطر، أوقف الكاتب السعودي جمال خاشقجي عن الكتابة في صحيفة «الحياة». وقال رئيس تحريرها سعود الريّس إن هذا القرار اتخذ من قبل الناشر الأمير خالد بن سلطان، بتوصية من نائبه فهد بن خالد وفق ما أوردت الصحف الخليجية.
إذاً، لم يكد خاشقجي يهنأ بعودته الى التغريد على تويتر مجدداً بعد إيقافه 9 أشهر، حتى جاء قرار إيقافه عن المساهمة بمقالاته في «الحياة»، على خلفية تصريحاته الأخيرة المدافعة عن حركة «الإخوان المسلمين»، باعتبارهم «حركة مجتمعية تشاركية تحترم النظام القائم»، وأن منهجهم «هو منهج كل مسلم وكل حركة إحيائية»، إضافة الى تضامنه مع الشيوخ الدعاة الذين اعتقلوا. إذ غرّد قائلاً: «بلادنا ورجالها لا يستحقون ذلك، ولا تعرف أجواء الإعتقال والتخويف، لا بد من أنّ هناك سوء فهم». كما دافع عن الشيخ يوسف القرضاوي وأكد أنّ الأخير «لم يفت ضد السعودية وكان محل تكريم، وكتبه خدمت الكثير من طلبة العلم».
طبعاً هذه التصريحات كانت كفيلة بوضع الكاتب السعودي على لائحة سوداء، وانضمامه الى باقي الأصوات التي ترفض الإنصياع الى الحرب المفروضة والدائرة منذ أيار (مايو) الماضي، بين المملكة وقطر، ومصيرها إما العزل أو الإعتقال كما حصل مع الدعاة المذكورين. وقد علّق خاشقجي على هذا الإيقاف بسلسلة تغريدات قال فيها: «لن أتوقف عن الكتابة مرحلة مؤقتة وسأعود للكتابة في الحياة فهي بيتي أشكرهم وأقدر الظرف الذي اضطرهم لذلك». وفي تغريدة ثانية، لفت خاشقجي الى أنّ «الحرية هي تمسك بما تؤمن به، حتى لو صمت أو كنت في السجن، وتفقدها عندما تقول ما يريده غيرك ولو كنت بقصر منيف».