جيّرت مجموعة من الأعمال السورية الدسمة والمنوعة إلى العام المقبل منها «ترجمان الأشواق» (كتابة بشّار عباس، وإخراج محمد عبد العزيز) و«سايكو» (كتابة أمل عرفة وزهير قنوع، وإخراج كنان صيدناوي)، و«وردة وجورية» (كتابة سليمان عبد العزيز، وإخراج تامر اسحق)، و«فوضى» (كتابة حسن سامي يوسف ونجيب نصير، وإخراج سمير حسين) و«هواجس عابرة» (كتابة حسن مصطفى بمشاركة مخرجه مهند قطيش) و«شبابيك» (ورشة سيناريو إخراج سامر البرقاوي) و«الغريب» (عبد المجيد حيدر ومحمد زهير رجب).
جاء هذا التأجيل إما بسبب مشاكل إنتاجية أو لعدم القدرة على التسويق. غالبية هذه المسلسلات ستنضم إلى قائمة العرض في الموسم المقبل، أقلها على المحطات السورية، إن لم تحظ بفرص عرض جيدة خارج رمضان. وهو ما سيعطي ثقلاً إضافياً للنتاج المحلي في الموسم المقبل، خاصة أن التحضيرات بدأت في الشام بطريقة جدية. لعل النية تكون بإنجاز موسم نوعي يكون بمثابة صحوة فارس بعد كبوة حصانه.

وهو ما يتضح من الأعمال التي أبرمت عقودها وبدأت التحضير الفعلي.
المبشّر أن أول الواصلين إلى قائمة أعمال الموسم الجديد هما الثنائي الشهير المؤلف من الكاتب ممدوح حمادة والمخرج الليث حجو. بعد تجاربهما الكوميدية المتخمة بالنجاح من «ضيعة ضايعة 1/2» إلى «الخربة» فـ «ضبوا الشناتي»، سيطل حمادة وحجو الموسم المقبل بمسلسل كوميدي سوري خالص بعنوان «الجزيرة» تنتجه شركة «إيمار الشام». وكانت الأخيرة قد حصّلت تنازلاً من المالكة الأساسية للنص وهي شركة «سامة». ستلعب بطولة العمل مجموعة من نجوم الكوميديا السوريين بينهم: باسم ياخور، وفادي صبيح، ومحمد حداقي وأحمد الأحمد... على أن يبني المقترح حكاياته ومفارقاته المتصلة المنفصلة انطلاقاً من فريق يركب البحر في رحلة سفر لا تتم بسبب غرق السفينة. بعد ذلك، يهتدون إلى جزيرة معزولة وغير مأهولة، تبدأ منها الأحداث اليومية لهؤلاء وهم على سطح هذه الجزيرة.

يطل ممدوح حمادة
والمخرج الليث حجو بمسلسل كوميدي بعنوان «الجزيرة»
الفرضية ستحيلنا مباشرة إلى الرائعة السينمائية Cast Away للمخرج روبرت زيمكيز التي لعب بطولتها النجم العالمي توم هانكس، لكن فقط على مستوى الجزيرة المعزولة، مع الاختلاف الجذري في الطرح والمعالجة ونوع الدراما التي يقدمها «الجزيرة» الذي باشر فريقه الفني استطلاعاته. على أن يهتدي خلال اليومين المقبلين إلى الموقع الرئيسي للتصوير، فإما أن تدور الكاميرا في أرياف اللاذقية، أو أن يسافر فريق العمل إلى تونس مع احتمال تصوير بضعة أيام في جورجيا.
إلى جانب هذا العمل، من المرجح أن تنتج الشركة ذاتها مسلسل «على وشك الهبوط» (ورشة سيناريو بإشراف الدكتورة رانيا الجبان). على ضفة مقابلة، انطلقت شركة إنتاج سورية جديدة يديرها المنتج المعروف رضا الحلبي في التحضير لباكورة أعمالها، وهو عبارة عن نص اجتماعي معاصر يعكف الزميل علي وجيه وشريكه الممثل يامن الحجلي على كتابته وسيخرجه أحمد إبراهيم أحمد. سيكون المسلسل تكراراً لتعاونهم في «عناية مشددة». من جانبها، فكرّت «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني» في استثمار نجاح «أزمة عائلية» وإنجاز جزء ثان تيمناً بتجارب سيت كوم تستمر في العرض، طالما أن المشاهد يتلقاها بمزاج جيد، لكنها غالباً ستفضّل عدم الانجرار وراء موضة الأجزاء. هكذا، سيكون أول نتاجات الجهة الحكومية لهذا العام مسلسل «روزنا» (تأليف جورج عربجي وإخراج عارف الطويل). يجسد العمل قصة عائلة حلبية اضطرت للنزوح إلى دمشق. وسيصوّر جزء منه في حلب، ويعتمد بشكل أساسي على ممثلين من أبناء مدينة أبي فراس الحمداني يجيدون اللهجة المحببة لدى نسبة كبيرة من الجمهور السوري.
أما المخرج المعروف نجدت أنزور، فسيعود إلى التلفزيون بعد انقطاع عامين ويتفرّغ لإخراج مسلسل جريء من كتابة دياناكمال الدين وإنتاج «سما الفن الدولية». العمل الاجتماعي يقوم بجردة حساب مع الماضي، ويقف عند مفاصل أساسية في تطور الحياة السياسية السورية، والأسباب التي أودت البلاد إلى ما هي عليه اليوم. وبحسب عدة مصادر مطلعة على النص، يتجاوز هذا العمل الكثير من الخطوط الحمر التي واربتها العديد من الأعمال السورية. كذلك، ينهمك حشد كبير بالتحضير للرداءة المعتادة في كل عام والمسماة زوراً دراما شامية!