لا شك في أنّ المشهد السياسي والشعبي اليوم يختلف عما شهدناه في صيف 2015، ابان الحراك المدني الذي فرض نفسه في الشارع، على خلفية أزمة النفايات، مع إفرازه سلسلة تحركات شعبية ومطلبية، الى حين خفوت نجمه بعد فترة قليلة. اليوم، يختلف المشهد وإصطفافاته السياسية والإعلامية، التي لم تتبلور حتى هذه الساعة مع أول التحركات الشعبية اليوم في ساحة «رياض الصلح»، اعتراضاً على السياسة الضرائبية التي تثقل كاهل المواطنين/ات.
لعلها التظاهرة الكبرى اليوم، بعد تحركات مشابهة متفرقة دارت رحاها في الأيام السابقة في الساحة عينها، ومع ذلك، اختلفت التغطية التلفزيونية لها. قنوات «المنار»، nbn، و«المستقبل» قاطعت هذه الساحة. وفيما لم تنقل mtv بداية الإعتصام، واكتفت بنقل قداس في مناسبة «عيد مار يوسف» في عينطورة، عادت وفتحت هواءها للمعتصمين/ ات، مع عبارة رنّانة في أسفل الشاشة «الشارع ينتفض».
إذاً، يختلف هذا العام عن المشهدية السابقة، وتتداخل المصالح السياسية والإعلامية. في مقدمة نشرة أخبارها أمس، تبنت «المنار» كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري، من إتهامه «مافيات المصرفية»، بتحريك النقاش الحالي ضد السلطة، وكذلك فعلت otv، بإعادة سرد ما قاله رئيس «التيار الوطني الحر»، جبران باسيل، من تضليل مفتعل للناس، تقوده الجهات نفسها التي اتهمها بري. مع ذلك، تنقل القناة البرتقالية حراك الشارع، وتستصرح ناسه. وبخلاف otv، تقطع «المستقبل» بثها عن «رياض الصلح». لكن في خطوة تدل على التضعضع في سياستها، أكدت في نشرة أخبارها أمس أن «الوجع كبير جداً (..) والفقر يعمّ ولا يميّز بين طائفة وأخرى»، وأخذت تعدد مشاكل القطاعات الحيوية في الزراعة والسياحة والأسواق التجارية والعقارية.