في زمن التسويات والإنبطاح الإعلامي والسياسي حيال قضية فلسطين، هزّت عملية الشهيد فادي نائل القنبر (28 عاماً) في القدس المحتلة أمس، الكيان المحتلّ، عبر عملية دهس أدت إلى مقتل 4 جنود وإصابة 15، بينها خمسة حالات خطرة. هذه العملية التي دشنّت بداية العام الحالي، أعلنت عن إستمرار المقاومة في مقارعة الإحتلال الصهيوني. ولعلّ الفيديو المنشور على وسائل التواصل الإجتماعي الذي يوثق لحظة دهس المقاوم للجنود الصهاينة وفرارهم كالفئران ــ مع أنهم كانوا يحملون اسلحتهم ــ كان الأشد تجسيداً لصورة جيش يتباهى بأنّه الأعتى بين جيوش العالم.
عملية القدس البطولية، أعادت إلى السوشال ميديا الخطاب المقاوم الذي غاب عنها طويلاً. لكن هذا لم يمنع بعض الخروقات من قبل الأصوات التي «خُدش» شعورها، فاعتبرت أن عملية الدهس مشابهة لوحشية «داعش». طبعاً، من غير المستغرب خروج هكذا أصوات في زمن المتغيّرات وعدم التمييز ما بين الصديق والعدّو وإقتلاع كل وسيلة أو سلاح يقارع به الفلسطينيون «إسرائيل».
ووسط هذا الجدل المحتدم على مواقع التواصل الإجتماعي برزت رسمة الفنان الفلسطيني الشهيد ناجي العلي الذي تنبّأ بحدوث عملية الدهس. تُظهر الرسمة شاحنة يقودها فلسطيني رأسه مغطّى بكوفية، فيما كُتب عليها متنها: «عليّ وعلى أعدائي يا رب» (الصورة). لا شك أنّ هذه الرسمة ستنضم إلى باقي أعمال العلي الخالدة التي تخرج علينا مع كل عملية بطولية مقاومة بدءاً من عمليات الطعن ووصولاً إلى الدهس اليوم.