انتظر الفنان الكبير صلاح تيزاني (1929) خمسين عاماً كي يحظى بحلقة تلفزيونية تكريمية كما صرح أمس في «بيت القصيد» (إعداد وتقديم زاهي وهبي) على «الميادين».
أمر يظهر بوضوح مدى عجز الإعلام اللبناني على وجه التحديد عن صناعة حلقات تليق بالكبار، وتولي أهمية إليهم في عصر تغييبهم عن الشاشة والدراما، وإيلاء هذه المهمات الى أناس يحظون بنجومية حديثة شابة، أطاحت بكبار الوجوه التي طبعت ذاكرة اللبنانيين.
حلقة الأمس التي كرّمت «ابو سليم»، كانت بمثابة تحية لهذا الكبير الذي شارف على التسعين، وما زال ينبض حياة، ويكافح كي يعيش بكرامة. أتت الحلقة في زمن تخاذل الشاشات عن هذه التكريمات، لا بل إستضافتها لهذه الأسماء البارزة في تاريخ الفن والسينما، لإذلالها وتقديمها بصورة مسيئة كما فعل برنامج «بلا تشفير» («الجديد») مع «أبو سليم» العام الماضي.
صححت حلقة «الميادين» أمس، هذا المسار الخاطىء للإعلام، وأعطت نموذجاً لكيفية تكريم الفنان على أكمل وجه. حلقة بان الإرتياح فيها على وجه صلاح تيزاني ومدى تأثره بشهادات زملائه له من ضمنهم: صلاح صبح (شكري)، عبد الله حمصي (اسعد)، وادوار هاشم، جورج حرّام وأنجو ريحان. أسماء تتالت على هذه الشاشة لتضفي مزيداً من التكريم والتعظيم للضيف. حلقة بالتأكيد ستظل حاضرة في أرشيف التلفزة اللبنانية، لتكريم فنان في حضوره وليس إنتظار رحيله لرثائه. نجح زاهي وهبي في كلامه وحواره السلس مع «أبو سليم»، في خلق جوّ من الحميمية وإستذكار تاريخ حافل، مضت عليه سنوات طوال، في ساعة تلفزيونية واحدة.
---
* «بيت القصيد» كل سبت عند الساعة 20:30 على شاشة «الميادين»
-