بين السابعة والنصف مساء وموعد نشرات الأخبار المحلية، ما يقارب نصف الساعة. يومياً في هذا التوقيت، تهطل على المواطن/ة اللبناني/ة، عناوين بالجملة ترّوج لتقارير ستعرض في النشرات. يتفّنن أصحاب الأخبار العاجلة في صياغة جمل هذه العناوين بغية الجذب وحث المشاهد/ة على المتابعة، ليصبح الهاتف الذكي منصة مزعجة تحتوي على كل هذا الكمّ من الترويج للأخبار والتقارير. في عصر المنصات الافتراضية الإلكترونية التي باتت أشبه بغول يريد الاستحواذ على جماهير القنوات التقليدية، جرّت الأخيرة نفسها -مجبرة- على خوض لعبة السوشال ميديا. في غالب الأحيان، بررت خرقها للأخلاقيات المهنية من نشر صور لضحايا التفجيرات الإرهابية مثلاً، بأنها اقترفت ذلك لأنها لا تريد خسارة جمهورها، الذي تلقى بدوره هذه الصور على منصاته الافتراضية. علقت القنوات المحلية شمّاعة هذه الخروقات على هذه المنصات، ثم بنت خططاً واستراتيجيات لإعادة جذب المشاهد إلى نشراتها الإخبارية المهدّدة تحت سطوة العالم الرقمي.
يُشرك جمهور lbci في صياغة فحوى النشرة الجديدة
في ظل هذا الخوف على المصير، وإمكانية خسارة رصيد شعبي متابع لهذه النشرات، تجهد بعض القنوات أخيراً للتجديد في وجوهها أو في ديكوراتها وطريقة تقديمها للنشرات المسائية الأساسية. في نيسان (أبريل) الماضي، أطلقت «الجديد»، الصيغة المستحدثة التي نتابعها اليوم على الشاشة. صيغة ارتكزت إلى لعبة الكاميرا والإخراج والتنقّل بين الفقرات في بقعة واحدة لكن مختلفة بديكورها. قسّمت «الجديد» الأخبار بين الحدثي الآني (المذيع جالساً)، وبين الأخبار الموّسعة مع استذكار الخلفية والحيثية (يقدمها مذيع/ة وقوفاً)، يعقبها تقرير مصّور عن القضية المطروحة. اتكأت القناة على لعبة الكاميرا في zoom in وzoom out. لوهلة، يشعر المشاهد أنه أمام لعبة فيديو كليب بصرية، وهذا بالطبع جديد على صيغ نشرات الأخبار المحلية، بغض النظر عن نجاحه أو عدمه.
بدورها، لم تجدد mtv في الاستديو الخاص بها منذ سنوات. لكنها ابتكرت أخيراً نشرة إخبارية مختصرة (5 دقائق)، تعيد بث أبرز الأحداث التي وردت في النشرة الأساسية، لكن بوتيرة مختصرة وسريعة. عمدت إلى صناعة هذه النشرة الصغيرة استقطاباً لجمهور إضافي قد يملّ النشرة التقليدية. على هذا المنوال، رأينا lbci مع فقرة U Should Know أو «لازم تعرف» (تقدمها رنيم أبو خزام ـ الأخبار 3-9-2016)، باللهجة العامية، وتوجز فيها (دقيقة واحدة) أبرز الأحداث على طريقتها الخاصة والعفوية، لتكون منصة بديلة لغير المتابعين لنشرة lbci المسائية، وتلقي بثقلها على جمهور المواقع الاجتماعية التي تتماهى هذه الفقرة معهم.
وبعد غد، نحن على موعد مع نشرة «من عندك» على lbci. إنّها عبارة عن نشرة تفاعلية يقدمها مالك الشريف، فتون رعد، ورنيم أبو خزام. تتكئ هذه النشرة التي ستبث عند الـ 11:30 ليلاً، على التعليقات التي سترد على النشرة المسائية الأساسية (20:00)، على أن يخصص الجزء الثاني لعرض مشاركات الجمهور من فيديوات وغيرها. في نهاية المطاف، سيُشرك الجمهور في صياغة فحوى هذه النشرة المستحدثة. لكن مع ريادة المحطة المذكورة في الاتكاء على عنصر الشباب في التقديم، وصناعة المحتوى ومواكبة الثورة الرقمية، تُطرح سلسلة أسئلة عن توقيت هذه النشرة باعتباره وقتاً ميتاً، وأيضاً عن شكل المضامين المعروضة، وكيفية غربلتها والمعايير التي ستعرض على أساسها.