«لم يسبق لي أن بحثت عن الحب إلا في «علاقات خاصة» (كتابة نور الشيشكلي) والحب في هذه المرحلة بالذات ربّما يكون مطلباً مجتمعياً. ولو بدا سطحياً إلا أنّه ليس كذلك في حقيقة الأمر، لأنّ علاقة الرجل بالمرأة هي جوهر أي مجتمع. وإذا كان واجب الدراما معالجة هذا الواقع المأزوم، فإنّها فشلت في ذلك. ولو توجّب عليها توثيقه، فمن الباكر جداً البحث في هذا الموضوع. سبق أن دخلت بالكاميرا إلى القاع السوري ولامست هموم الناس وآلامهم وكنت على تماس مباشر معها، لكنّنا لم نتوقّع أن يصل البركان الخامد إلى هذا النشاط. لذا، دعونا نتصالح مع أنفسنا لنقول إن الدراما وسيلة تخفيف عن شرائح كثيرة من المجتمع يصعب عليها السفر والهروب من الحرب. وفي النهاية، الدراما ليست عصا سحرية لتخلق المدينة الفاضلة، ولا بد من أن تكون منطقية لتأخذ على عاتقها هاجس متعة وترفيه وتسلية المشاهد في الدرجة الأولى».
ينطلق تصوير المسلسل في دمشق منتصف الشهر المقبل
هذا بالضبط ما قالته لنا المخرجة السورية رشا شربتجي (الصورة) عندما وافيناها إلى موقع تصوير مسلسلها «علاقات خاصة» (9/2/2015) الذي قوبل بهجوم نقدي واسع، بسبب فراغ حكايته من الحدث، وبراعته في تبديد وقت المشاهد، من دون أي فائدة أو متعة. قبل ذلك، كانت المخرجة المرموقة قد أنجزت مسلسلها الخليجي الأول «وش رجعك» (سيناريو وحوار رياض نعسان آغا بالاعتماد على أشعار محمد سعيد الضنحاني!) لكنّ أحداً لم يسمع بالمسلسل، حتى قيل إنّه أول الأعمال الخليجية التي لم تتمكن من التسويق. لاحقاً، صنعت شربتجي في لبنان مسلسلها «سمرا» (كتابة كلوديا مرشليان، بطولة نادين نجيم وأحمد فهمي)، فإذا بنا على موعد مع نسخة محرّفة من المسلسل المكسيكي «كاساندرا»، لكننا تعرّفنا من خلاله إلى أول دفعة من الغجر المشبعين بعمليات التجميل و«الهوليوود سمايل».المفاجأة كانت عندما أجرت مخرجة «غزلان في غابة الذئاب» (كتابة فؤاد حميرة) لقاءً على قناة «سوريا دراما» منذ فترة، فإذا بالجمهور السوري يدلي برأيه في ريبورتاج أعدّته المحطة عن أعمالها السورية التي تعاركت فيها مع الواقع، ورفعت سقف الجرأة، وتصدت لمافيات السياسة والمال، أو تلك التي تسللت إلى كواليس المراهقات وحكت قصصهن بأسلوب دمث، من دون ذكر ولو عابر لأعمالها الأخيرة التي نأت بنفسها عن منجم الأحداث التي تحاصر عالمنا العربي في السنوات الأخيرة.
على أي حال، لم يمض يوم من دون أن تشعر مخرجة «الولادة من الخاصرة» بشغف عامر نحو العودة إلى ملعبها، ونوعية الأعمال الصدامية التي صنعت مجدها وحوّلتها إلى رقم صعب على خريطة الدراما العربية، وأدخلتها «هوليوود الشرق» ليقف أمام كاميرتها كبار نجوم مصر بعدما عملت مع أهم النجوم السوريين.
الموسم المقبل سيكون بمثابة لحظة مواتية لعودة رشا شربتجي إلى أرضها وجمهورها ومهنتها القديمة. إذ علمت «الأخبار» أنها أبرمت عقداً مع شركة سورية حديثة الولادة قررت أن تدخل ميدان الإنتاج برأس مال كبير، وتصنع دراما سورية خالصة. وقد استقرت على نص بعنوان مبدئي هو «شوق» (كتابة حازم سليمان) سينطلق تصويره في دمشق منتصف شهر آب (أغسطس) المقبل، وقد رصدت الجهة المنتجة التي ستعلن عن انطلاقتها وتسميتها قريباً في أحد فنادق العاصمة السورية، ميزانية وافرة للمسلسل ورشّحت لبطولته كلاً من النجوم: نسرين طافش، وباسم ياخور، ومحمود نصر، وسوزان نجم الدين... ويأتي ذلك ضمن نية رأس المال السوري اقتحام ساحة الدراما مجدداً، وإعادة الأمور إلى نصابها، بعد موسم الخيبة الكبرى في رمضان الماضي، وإيقاع النجوم السوريين في فخ الأعمال السطحية الرديئة، التي تأخذ على عاتقها تدمير الذوق العام، وإفراغ الدراما من مضامينها!
حكاية المسلسل بحسب صنّاعها «ترتكز إلى قصة حب جديدة ومشوقة، على خلفية الحرب السورية بمحور جديد لم يتم التطرّق إليه أبداً، ويتعلق بسبايا الحرب. هكذا يشكّل الحب والحرب تيمتي العمل الأبرز».