السبب واضح في بداية الـ«تريلر». وجد الرقيب/ الموظّف أنّ هناك سخرية من شعارات «حزب البعث العربي الإشتراكي» الحاكم، وأسلوب ترديدها الكاريكاتوري في إحدى المدارس الريفيّة: «أمّة عربية واحدة، ذات رسالة خالدة. أهدافنا: وحدة حريّة إشتراكية». هكذا، اتخّذ قراراً بنسف جهود عشرات الأشخاص ممّن عملوا لإنجاز الشريط، مخالفاً التعديل الدستوري الأخير الذي ألغى المادّة الثامنة، وجعل حزب «البعث» كغيره من الأحزاب السورية.
«هذا أمر معيب» يصف عبد الحميد ما حصل في تصريح لـ«الأخبار»، مضيفاً: «كيف يمكن للرقابة أن تقف عند «بروموشن» فيلم، بعد كلّ ما جرى في البلاد؟». الأنكى أنّ ذلك ترافق مع أنباء مماثلة بخصوص إعلان فيلم «الرابعة بتوقيت الفردوس» (سيناريو وإخراج محمد عبد العزيز، وإنتاج المؤسسة العامة للسينما ــ 2013).
أوقف التلفزيون الرسمي عرض إعلان فيلم «العاشق»
أثناء ورشة «مستقبل الدراما السورية» التي أقامتها مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي في أيلول (سبتمبر) الفائت، سمع وزير الإعلام كلاماً قاسياً حول الرقابة من المشاركين. لمس إجماعاً حول مزاجية الرقيب وضيق أفقه، وعدم وجود معايير واضحة لعمله.
آنذاك، أوصت الورشة بـ«إعادة هيكلة آلية الرقابة بحيث نحتكم لفكر رقابي مؤسساتي، وليس لمزاجية الرقيب». لا يبدو أنّ هذا حصل حتى اليوم. على العكس، صارت الحرب شمّاعة إضافيةً بيد الرقيب/ الموظّف. لا أسهل من منح صكوك الوطنيّة، واختلاق مبرّرات من قبيل «الأزمة والوقت المناسب».
إذاً، لا تبعث المؤشرات على التفاؤل بصدر رقابي رحب، مع اقتراب شهر العرض الرمضاني. إذا كانت رقابة العرض تعمل بعكس كل التوصيات والآراء، وتتجاوز موافقة رقابة رسمية أخرى (وزارة الثقافة)، فكيف يمكن أن تتصرّف مع أعمال الشركات الخاصّة مثلاً؟