اعتقلت "دائرة التنفيذ القضائي" في مديرية الأمن العام الأردني بعد ظهر اليوم مراسلة قناة "الجزيرة" الإنكليزية رولا الأمين على خلفية قرار غيابي لقاضي الشرع في منطقة "وادي السير" (غربي الأردن) يقضي بتخليها عن ابنتها دينا البالغة من العمر 5 سنوات. والمعلوم أن الأمين هي اليوم طليقة رجل الأعمال والعامل في الميدان الإعلامي أيضاً الأردني محمد العجلوني الذي يطالب بحضانة ابنته. خبر التوقيف الذي ضجّ منذ الدقائق الأولى على مواقع التواصل الإجتماعي كانت قد أعلنته الصحافية الفلسطينية على حسابها على تويتر، فدّونت بأنّ إعتقالها تم "بسبب مطالبتها بتسليم طفلتها البالغة من العمر 5 أعوام". ونزل الخبر كالصاعقة على الجسم الصحافي وبدأت حملات التضامن تتفاعل أكثر فأكثر، خصوصاً أنّ الأمين عوملت مع هذا التوقيف على أنها مجرمة ومدانة.
مسرح هذا التفاعل كان تويتر حيث غرّد ناشطون وصحافيون ومقرّبون من مراسلة "الجزيرة" منددين بهذا القرار غير"الدستوري والقانوني" الذي اتخذته السلطات الأردنية، متسائلين: "كيف لمجتمع أن يقبل بأن تسجن أم وتهمتها أنها تطالب بحضانة طفلتها؟". أبرز المعلقين والداعمين لرولا كانت مديرة مكتب "bbc عربي" في بيروت ندى عبد الصمد التي كانت من الأوائل الذين أعلنوا خبر التوقيف. عبد الصمد وصفت الحادثة بـ "السابقة التي تثير الإستغراب" وانتقدت الجمعيات النسائية التي "تنام" وكان من المفترض أن تتحرك دعماً للأمين.

التغريدات المنددة بالقرار الجائر والمطالبة بالإفراج عن الأمين توجه أغلبها الى عقيلة ملك الأردن الملكة رانيا للتحرك في قضية الصحافية الفلسطينية. كما اتهم المغردون زوج الأمين السابق بإستخدام نفوذه لتوقيفها. بطبيعة الحال الجانب الوجداني الإنساني طغى على هذه القضية بما أنها تتعلق بحضانة أم لإبنتها. هكذا انتشرت صور لرولا تجمعها مع ابنتها مبتسمتين والى جانب هذه الصور دعوات لأن تعودا من جديد معاً.
اليوم، ترزح الصحافية الفلسطينية في اقبية السجون الأردنية في سابقة خطيرة ومثيرة للريبة، وبقرار جائر وغير عادل، هي التي عرفت في عملها الصحافي لأكثر من 20 عاماً متنقلة بين "سي. أن. أن" الأميركية و"الجزيرة" الإنكليزية. غطت الأمين الأحداث المفصلية والصراعات في لبنان، وفي البلاد العربية ومن ضمنها الأردن واليمن ومصر والسعودية والغزو الأميركي للعراق(2003). كما خصصت حصة وافية لبلدها فلسطين، لا سيما لدى تغطيتها الإنتفاضة الفلسطينية الثانية، وأيضاً حصار مقر الرئيس الراحل ياسر عرفات في "رام الله".