الجنرال قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني و»الرجل الأسطورة» كما يلقَّب، سيحضر في فيلم قصير أنجزه الصحافي علي شهاب بعنوان «سليماني» (اخراج قاسم سعد). صاحب شركة إنتاج «نانوميديا» التي اشتهرت بوثائقياتها الأمنية والسياسية على شاشة «الميادين»، أحبّ هذه المرة أن يختبر على نحو فردي عرض فيلم قصير حصراً على يوتيوب، تماشياً مع موجة الإعلام الجديد وفق ما يقول لنا. بطبيعة الحال، ستختلف المعايير المتبعة بين صناعة الأفلام التسجيلية التي تعرض على شاشة التلفزيون والأفلام القصيرة على الشبكة العنكبوتية، من حيث نوعية وحجم المتابعين والتوقيت وتكثيف الفكرة أو الاستفاضة في تفاصيلها. أضف إلى ذلك عنصر الترويج الذي ينتشر سريعاً في عالم المرئي، ويحتاج إلى جهد أكثر في حالة اليوتيوب، لكن حالما يثبّت أقدامه في الأخير، فإنه ينتشر بسرعة النار في الهشيم. هكذا روّج للشريط كما يلفت الصحافي اللبناني ولاقى تجاوباً واسعاً لدى المتصفحين. بطبيعة الحال الأسباب مختلفة لهذا الرواج، وخصوصاً أنّ الشخصية المتناولة لها وقعها في العالم.
لا ينفي شهاب أهمية اختياره لهذا الموضوع، فـ «الاسم وحده يجذب»، إضافة إلى توقيت عرضه الذي يعد «حساساً» مع «احتدام الاشتباك الإقليمي»، بوصف الجنرال الإيراني صاحب أدوار تأثيرية ونفوذ في المنطقة وبيده ملفات ساخنة في أفغانستان، والعراق، وسوريا. الشريط الذي يُقسم الى أجزاء (قد تصل الى ثلاثة) يتحدث في جزئه الأول (11 د) عن نشأة سليماني ودوره في العمل في أفغانستان، ممهداً للأجزاء الأخرى التي تضيء على أدواره في العراق وسوريا وفلسطين وسوريا ولبنان، على أن تجري ترجمته الى الإنكليزية ليطاول جمهوراً أوسع. وفي طيات الشريط، سيُطرح سؤال: لماذا يجري اليوم التركيز إعلامياً على هذه الشخصية، علماً أنها تتبوأ مركزها منذ أكثر من 15 عاماً؟ تأتي الإجابة عبر الإحاطة بالملفات الساخنة التي يمسكها في المناطق المذكورة آنفاً.
إضاءة على مسيرته
العسكرية والشخصية
هذه الإضاءة على مسيرته العسكرية سيوازيها حديث عن جوانب شخصية من حياته منذ بداية تكوّن وعيه السياسي، وتراكم خبرته التي أدت الى تكوين شخصيته اليوم.
الشريط القصير الذي يشبّهه شهاب «بالوجبة السريعة» سيبنى على نجاحه وانتشاره ليصار بعدها الى تنفيذ أفكار مشابهة لتتثبّت بذلك آلية صناعة أفلام قصيرة على يوتيوب. على سبيل المثال، ستثار قضايا ساخنة كانخفاض أسعار النفط عالمياً، وقضية «داعش»، لكن مع هذا الدخول الى عالم الإعلام الجديد واستثماره لصناعة هذه الأفلام القصيرة، سيكون هناك عمل مواز في تنفيذ الشرائط التسجيلية الطويلة التي عودتنا إياها «نانوميديا». وهذه الخطوة، أي دخول عالم اليوتيوب، تعبرّ حتماً عن تغيير في مفهوم الإعلام المرئي وفق شهاب، وبطبيعة الحال كانت المواكبة له والدخول في أغواره.

* «سليماني» (الجزء الأول) غداً السبت عند الساعة العاشرة ليلاً على يوتيوب