العرب هم الأكثر موهبة في الاستخدام السيئ للتكنولوجيا الحديثة
ولأننا نتفاخر بالأرقام حتى لو لم تكن حقيقةً على أرض الواقع، تُستخدم الأرقام بغرابة شديدة على «فايسبوك». ماذا سيحدث لو اجتمع عشرة ملايين عربي ومسلم في «غروب» على «فايسبوك»؟ هل هذا دليل على وحدة المسلمين مثلاً؟ هل هناك مَن اهتم أصلاً بمعرفة عدد المسلمين المشتركين في الموقع الاجتماعي الشهير من أصل 300 مليون مشترك حتى الآن؟ أم أنّ الأهم أن نسأل عن حال المواقع العربية في سباق المواقع العالمية الطاحن بين «فايسبوك» و«غوغل» و«ياهو»؟ ولماذا حدد صاحب هذا «الغروب» رقم العشرة ملايين؟ لا أحد يعرف بالطبع، لأن إنشاء «الغروب» يستغرق أقل من ثلاث دقائق، لتنتشر الدعوات كما كانت تنتشر، قبل سنوات قليلة، رسائل البريد الإلكتروني الدينية المشكوك أصلاً في صحة المعلومات الواردة فيها. لكن الكلّ يضغط على علامة قبول دعوة الانضمام إلى «الغروب» ليشعر بعدها بأنه مرتاح دينياً، قبل أن يغادر «فايسبوك» عائداً إلى الواقع الذي لا يجتمع فيه المسلمون أبداً كما تأكد أهل القدس في الأزمة الأخيرة.والطريف أن عدد أعضاء «غروب» العشرة ملايين لا يزيد الآن عن 50 ألفاً، فما زال المشوار طويلاً للوصول إلى الرقم الصعب. لكن هذا الرقم لا يساوي شيئاً مقارنةً بـ«غروب» «100 مليون شخص يكرهون إسرائيل» أي إنّ هناك مَن يتوقع أن يكون ثلث مشتركي «فايسبوك» من كارهي الدولة العبرية. وهذا العدد الضخم الذي يزيد عن عدد سكان مصر لم يظهر منه حتى الآن سوى 20 ألف شخص. لكن صاحب فكرة المجموعة يملك ما يفخر به لأنّه جمع 20 ألف عربي في «غروب» واحد. هكذا، هزمنا إسرائيل للمرة الأولى لكن على الموقع الأزرق الذي يشهد أيضاً دعوات إلى انتفاضة إسلامية ضد «غروبات» مدّعي الألوهية لتنطلق «حملة 20 مليون لإغلاق «غروب» الكافر الذي يدّعي أنه الله» ويضم حتى الآن 95 ألف مشترك. لا أعتقد أن معظم هؤلاء يجيدون التقنيات لمخاطبة «فايسبوك» مثل حذف «غروب» معين يعتبرونه مسيئاً. والأهم أنهم لا يعرفون أنّه قبل عشرين عاماً، انطلقت انتفاضة حقيقية كان سلاحها الوحيد الحجارة... بينما استجابوا الآن لانتفاضة إلكترونية لا تنفع، لكنّها تضر أصحابها بكل تأكيد.
م. ع. ر