بسام القنطار
يثير «القعقاع بن عمرو التميمي» على MBC جدلاً واسعاً، لتناوله شخصيات مثيرة للجدل في التاريخ الإسلامي، لا تزال سيرتها موضع خلاف حاد بين السنّة والشيعة. يتناول المسلسل التاريخي حقبة مهمة من تاريخ الدولة الإسلامية عبر إبراز سيرة الصحابي القعقاع، وهو فارس عُرف بشجاعته. ويتناول حياته بما تحفل به من بطولات.
المسلسل الذي ألّفه محمود الجعفوري وأنتجه «تلفزيون قطر»، شاركت في بطولته نخبة من نجوم الدراما العربية وحاز إعجاب النقاد باعتباره العمل العربي الوحيد بكلفة إنتاجية ضخمة. إذ مثلت مشاهده في سوريا والهند والمغرب، واضطر مخرجه المثنى صبح لتشييد أربع مدن إعلامية لاحتواء مشاهده المختلفة. والجديد هو إدراج المعارك البحرية لأول مرة في تاريخ الدراما العربية التاريخية. إلا أن هذه الضخامة لم تلغِ مخاوف المؤرخين الذين تحدثوا عن مشاهد تعيد «إنتاج الفتنة» التاريخية، وتجسّد الصحابة في «مشاهد لا تليق
بمقامهم».
مثلاً، نشر حمدي السعدي في موقع «كسر الصنم» المعروف بتشدّده وتكفيره للشيعة، مقالاً بعنوان «عندما يقتحم الشيعة الدراما العربية... مسلسل القعقاع نموذجاً». واتهم «الاستخبارات الإيرانية» بالوقوف وراء المسلسل، وإقناع الفضائيات المحسوبة على الدول السنية، ببث دراما عربية تحمل في «طياتها الفكر الفارسي» و«بث الفكر الشيعي المتطرف».
موقف السعدي يتناقض مع موقف الداعية السعودي سلمان العودة الذي أكّد أنّه راجع مع رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي، نصَّ المسلسل ووصفه بأنّه «قراءة تاريخية موثقة لفترة هامة في تاريخ الأمة الإسلامية».
ورغم التبني الخليجي الرسمي للمسلسل، إلا أنّ «كسر الصنم» وجد فيه «اختراقاً إيرانياً خطيراً» وعرض وجهة نظره إزاء مَشاهد المسلسل. هكذا، فنّد السعدي أكثر من 50 مشهداً، مستهلاً نقده: «بدأ المسلسل بالعرض التاريخي السليم (...) حتى المشهد 19. لنرى بعده وعلى نحو مقحم على السياق الدرامي، الإمام علي بن أبي طالب في حجة الوداع، يركب ناقة الرسول العظباء في مشعر مِنى ويحجُّ بالناس. ثم يغيب لنراه في المشهد 84 في بيعة الغدير، والرسول يرفع يدَ علي مبايعاً إياه على خلافته قبل وفاته (...)». ويضيف: «المشهد الأول مكذوب، والثاني مقحم على السياق الدرامي، وهو موضوع خلافي بين الشيعة والسنة، ويثير الدفائن والضغائن».
وبعد تفنيد المشاهد، خلص السعدي إلى اتهام المسلسل بالانتقائية، متسائلاً: «حين عرض المسلسل لمشاركة النساء في فتح الشام، أشاد بدور زوجة عمرو بن العاص، ولا أدري ما دورها؟! ونسي أو تناسى دور جويرية بنت أبي سفيان التي قاتلتْ كالرجال، وسط دهشة أبطال فتح الشام».


منافسة... خليجية؟

أعلن الممثل السوري سلوم حداد (الصورة)، بطل مسلسل «القعقاع» أنّ العمل أضاف له جماهيرياً؛ لأنه مسح من ذاكرة المشاهدين شخصية «الزير سالم» التي ارتبط بها على مدى سنوات منذ عرض المسلسل في رمضان عام 2000. وأكد سلوم أنّ الدراما الخليجية بدأت تتقدم بخطى ثابتة من خلال تقديمها موضوعات جريئة ومنافسة. وأشار إلى أنّ الجدل يثار دوماً حول أن الدراما السورية سحبت البساط من تحت أقدام نظيرتها المصرية، لكن للأسف ظهر على الساحة منافس قوي اسمه الدراما الخليجية.