القاهرة | لم تنتظر «الأكاديمية السويدية» كانون الأول (ديسمبر) المقبل، لتحتفل بمئوية نجيب محفوظ (1911 ــ 2006). احتفاءً بالأديب العربي الوحيد الحاصل على «نوبل الآداب»، أعلنت سفارة السويد في القاهرة أخيراً عن زيارة خاصة يقوم بها عضو الأكاديمية البروفيسور ستور ألن Sture Allen على خطى محفوظ. بعد محاضرة ألقاها أمس في «مكتبة الإسكندرية»، يحطّ ألن رحاله اليوم في «الجامعة الأميركية في القاهرة» لإلقاء محاضرة ثانية عن منجز الأديب المصري الراحل. وكان ألن قد زار أول من أمس الأحد، بيت محفوظ الشهير على نيل القاهرة، والتقى أسرته.
كما قام بجولة بصحبة الروائي المصري جمال الغيطاني في حي الجمالية الذي ألهم محفوظ معظم رواياته.
كان ستور ألن سكرتير «الأكاديمية السويدية» عندما حاز محفوظ نوبل الآداب قبل 23 عاماً (1988). وجاءت زيارته لتعيد فتح ملف تجاهل الحكومة المصرية لمئوية الأديب الكبير. يتذكر المصريون بأسىً، كيف حرمهم نظام مبارك من المشاركة في تشييع محفوظ، لأن الرئيس، المخلوع اليوم، قرّر أن يتقدم صفوف المشيّعين. لهذا، دعا أحد مؤسسي «جمعية أصدقاء نجيب محفوظ» التشكيلي محمد حسن الشربيني، إلى تكريم الراحل في ميدان التحرير. وطالب الشربيني بأن تكرر مصر الاحتفالية التي أقامتها فرنسا للفنان الشهير بول سيزان، وجمعت 90 مليون دولار من خلال عرض أعماله في الأماكن العامة. وتلك مبادرة يمكن أن تنجح في مصر، وسط الحراك الذي يشهده الشارع المصري الآن.
وكان وفد من «جمعية أصدقاء نجيب محفوظ» قد التقى العام الماضي وزير الثقافة الحالي عماد الدين أبو غازي، عندما كان لا يزال أميناً عاماً لـ«المجلس الأعلى للثقافة»، بهدف الاتفاق معه على ملامح مئوية محفوظ. لكنّ ظروف ما بعد الثورة منعت تفعيل تلك الخطط. وينتقد الشربيني اليوم تجاهل الدولة لأي نشاط يليق بـ«عميد الرواية العربية» في إطار الإمكانات المتاحة. وكان من بين الاقتراحات، وضع صورة محفوظ شعاراً ـــ لوغو ـــ على شاشة القنوات المصرية، طوال فترة الاحتفالية، والإسراع في وضع حجر الأساس لـ«متحف نجيب محفوظ».
وطاولت انتقادات الشربيني مشاهير الأدباء الذين استفادوا من محفوظ، وكتبوا عنه كثيراً، لكنهم لم يشاركوا في أي فعالية تخصه بعد وفاته. عبارة محفوظ الشهيرة في رواية «أولاد حارتنا»: «آفة حارتنا النسيان»، تنطبق اليوم على ذكرى الاديب الكبير نفسه. الاحتفال بمئويته، ذهب ضحية عدم وجود تغيير حقيقي في وزارة الثقافة. كل القيادات التي زرعها الوزير السابق فاروق حسني، ما زالت على كراسيها، رغم مرور تسعة أشهر على الثورة.