عكّا | في مقر جمعية « المشغل» في حيفا، امتلأت القاعة بحضور جاء للمشاركة في ندوة « خصوصية العمل الثقافي لدى فلسطينيي الداخل» وهي واحدة من سلسلة ندوات حملت عنوان « سيرة وانفتحت » بمبادرة من موقع « قديتا » الإلكتروني ومسرح « الميدان» في حيفا .
شارك في الندوة الباحث وعضو مؤسس PACBI عمر البرغوثي، والكاتب أنطوان شلحت، وعضوة الهيئة الإدارية في مسرح « السرايا» اليافيّ الفنانة روضة سليمان، ورئيس جمعية «المشغل » الموسيقي حبيب شحادة حنّا. وجّه هشام نفّاع سؤاله الأول إلى البرغوثي: هل يتمتع فلسطينيو الـ 48 بأدوات المقاطعة التي يملكها الفلسطيني في الضفة الغربية والشتات؟ أجاب البرغوثي أنّ فلسطيني الداخل ليس مجبراً على مقاطعة مؤسسات لا خيار له فيها، كالجامعات . لكن أضعف الإيمان أن لا يتم تمثيل إسرائيل ثقافياً في المحافل الدولية وأن يكون الفلسطيني واعياً إزاء إمكان استغلاله من قبل المؤسسة الإسرائيلية ليكون جسر عبور للتطبيع مع الدول العربية. وقد أعلن البرغوثي جهوزية المسودة الأولى لمعايير المقاطعة الخاصة بفلسطينيي الداخل، مضيفاً إنّ مثقفين وناشطين من فلسطينيي الداخل سيدعون لنقاش المسودة قريباً في رام الله . أما روضة سليمان، فتحدثت عن تجربتها كممثلة فلسطينية في المسارح الإسرائيلية، وكيف تُعطى للفلسطيني الذي يعمل في هذه المسارح أدوار عربية وفقاً لصورة العربي النمطية في العقلية الإسرائيلية.
الموسيقي حبيب شحادة حنّا الذي يرأس جمعية «المشغل » ويديرها منذ تأسيسها عام 2007، تحدّث كيف أنّه يرفض الحصول على أي تمويل إسرائيلي رسمي أو أميركي للجمعية. من جهته، تحدث الكاتب والصحافي أنطوان شلحت عن تطور الثقافة الفلسطينية بعد النكبة، في ظلّ المؤسسة الإسرائيلية، رابطاً بين فلسطينيي الداخل والمشوهين في رواية «المشوهون » للأديب توفيق فياض. تلى المداخلات الأربع أسئلة من الجمهور، تمحورت حول موضوع المقاطعة الثقافية والأكاديمية لإسرائيل. لماذا يعامل فلسطينيو الداخل كاستثناء؟ وكيف سيتم وضع معايير في مكان ذات خصوصية كالـ 48؟ ومن هم الأشخاص الذين سيناقشون هذه المعايير؟ أسئلة أثيرت في النقاش، إلا أنّ منظمي الندوة شعروا بأنّ الموضوع يستحقّ لقاءً ثانياً أو ثالثاً أو حتى سلسلة لقاءات تتمحور حول خصوصية العمل الثقافي لدى فلسطينيي الداخل. يُشار إلى أن سلسلة ندوات «سيرة وانفتحت» مستمرة، وتحتضن في 31 تشرين الثاني ( نوفمبر ) المقبل لقاءً موسعاً مع السينمائي الفلسطيني هاني أبو أسعد، يسبقه عرض لفيلمه «الناصرة 2000».