لغط كبير أثارته تصريحات ميادة الحناوي على هامش افتتاحها «مهرجان موازين ـــ إيقاعات العالم» في الرباط مساء الجمعة الماضي. بعدما خال كثيرون أنّ المطربة السورية التحقت بـ«الثوّار» على خطى أصالة، تبيّن أنّ الأمر ليس كذلك أبداً. بعد مغادرة المغرب، مرّت ميادة الحناوي ببيروت التي تمنحها القوّة، وفق ما تقول لـ«الأخبار». ورغم أنّ الحفلة جاءت بعد غياب «مطربة الجيل» سنوات عن المغرب، إلا أنّه خرجت بعض الأصوات التي استنكرت غناء الفنانة في هذا التوقيت تحديداً، بينما العالم العربي يشهد حالة مخاض عسيرة. وخلال المؤتمر الصحافي الذي أقيم لصاحبة «أنا بعشقك» في المغرب، انتقدها البعض لمشاركتها في المهرجان، فيما تشهد سوريا احتجاجات شعبية وسقوط ضحايا. هنا، توضح الحناوي لـ«الأخبار»: «أثناء المؤتمر، كانت هناك مراسلة واحدة فقط أثارت كل هذا الضجيج؛ إذ سألتني كيف أقف على خشبة المسرح وسوريا تشهد ما تشهده. وهنا أجبتها بأنّ فرقتي تضمّ ثلاثين عازفاً يجب أن يعملوا. وهذه حقيقة».وأمام التصنيفات التي تقسم الفنانين السوريين اليوم وفقاً لمواقفهم إزاء ما يحصل في بلدهم، نسألها: هل ميادة مطربة شعب أم مطربة أنظمة؟ تبدو إجابتها محمّلة الكثير من الالتباسات: «أنا مطربة انتماء أولاً وأخيراً. عروبية ولحم كتافي من بلادي سوريا. صحيح أنني مطربة عربية، لكنني أحمل الجنسية السورية أولاً وأخيراً. والإنسان الذي لا يعتز بوطنيته وانتمائه، لن يكون فناناً ولا حتى إنساناً. أنا مع ثورة الشعب، والوقت اليوم يحتّم علي أنا فنانة الغناء. وقتي يتطلب مني المشاركة من خلال موقعي مثلما كان عبد الحليم يقول «أحلف بسماها وبترابها»، ومثلما فعلت السيدة أم كلثوم عندما غنت «ثوار ثوار لآخر مدى ثوار»». لكن ألا تخاف من أن يُفسر موقفها بأنّه ضد النظام؟ ترد هنا مصحّحة: «أنا لست ضد النظام، لكنني أنادي بالإصلاح. أنا مع التغيير في سوريا، لكن بطريقة سلمية. وليس من مصلحتنا أن تقام الثورات بفعل بعض البلطجية والإرهابيين». ثم سرعان ما تحذّر من بعض الفضائيات التي رأت أنّها تروّج للفتنة.
وعن موقف مواطنتها أصالة الذي أثار جدلاً واسعاً في الوسط بعدما حيّت «ثوار سوريا» وأعلنت دعمها لهم، تعلّق: «كل إنسان حرّ في رأيه، لكن عيب على الإنسان الكلام على بلده. وأصالة نصري ابنة سوريا. ولسوريا الكثير من الفضل على أصالة، ولا أريد التذكير بما فعلت سوريا لأصالة».



«أموت بمصر»

عن وضع ميادة الحناوي في القاهرة بعد خلافاتها ثم صلحها مع شركة «عالم الفن» والمنتج محسن جابر، تقول: «جديدي سيكون عبر «عالم الفن»، لكننا ننتظر هدوء العاصفة السياسية في العالم العربي»؛ إذ انتهت المطربة السورية من تسجيل أغنية «سوف أرحل»، وسيتضمنها ألبومها الجديد الذي سيصدر عن «عالم الفن» وتتعاون فيه مع عدد كبير من الملحنين والشعراء، منهم: محمد سلطان، وصلاح الشرنوبي، وعمرو مصطفى. وعن مصر التي منعها النظام السابق 13 عاماً من دخولها وفق ما صرّحت، قالت: «أموت في مصر. وهنا أقول إن الشعب المصري شعب رائع جداً والثورة التي قام بها ثورة حقيقية جداً، وأحترمها وأرجوهم من كل قلبي الحفاظ عليها».