في البدء، كان The Terminator آتياً من المستقبل البعيد ليدمّر الحاضر الذي سيغدو مستقبلاً ذات يوم. أما اليوم، فإنّه Terminator: Genisys حيث يتداخل الماضي والحاضر والمستقبل في خط زمني واحد لا يتشابه فيه شيء، كما لا وضوح فيه لمستقبلٍ من أي نوع. هكذا يمكن اختصار قصة فيلم Terminator: Genisys المقتبس عن سلسلة أفلام The Terminator التي بدأها المخرج جايمس كاميرون عام 1984 (من كتابته أيضاً).
السلسلة التي عرفت نجاحاً كبيراً عبر أجزائها الأربعة السابقة تعود بقوة، طارقةً باب النجاح من خلال تحقيقها أكثر من 300 مليون دولار أميركي على شباك التذاكر. علماً بأنّ كلفة الشريط الأصلية هي 155 مليوناً، أي أنّ الأرباح ببساطة هي قرابة 145 مليوناً حتى اللحظة.
قد يعتقد مشاهدو هذا الجزء أنّ القصة لن تختلف كثيراً عن سابقاتها. الحكاية التي كتبها باتريك لوسير ولاييتا كالوغريديس، تدور هذه المرّة حول «كايل ريس» (جاي كورتني) الذي يعود من المستقبل لإنقاذ حياة «الطفل» جون كونور. وكما يعلم كثيرون من متابعي السلسلة ومشاهدي الأجزاء السابقة، فإنّ هذا الطفل سيغدو قائداً للمقاومة، ومسؤولاً عن «ريس» نفسه. وهو نفسه من سيرسله في هذه المهمة لحماية «ذاته» (الماضية) من القتل.
اكتشف «سكاي نت» الكمبيوتر الواعي المستقبلي وعدو البشر الأوّل أنّه لن يستطيع أن يضمن السيطرة على البشر مستقبلاً إذا بقي «كونور» على قيد الحياة. لذلك، سيرسل آلات واعية (على هيئة بشر) لتقتله إبّان طفولته. تلك هي الثيمة العامة للسلسلة بجميع أجزائها. إذاً بماذا يختلف هذا الجزء عن السابق؟ ببساطة وكي لا نكسر نهايات (أو توقعات) الفيلم أمام المشاهدين، يمكن الاكتفاء بالقول إنّ الخط الزمني لن يكون ثابتاً كما هو معتاد. وبعيداً عن الاختلاف بين الجزء الحالي والأجزاء السابقة، كان لزاماً علينا أن نتأكد من وجود بعض الأمور التي تقنعنا بأنّ الفيلم يستحق هذه الضجة المثارة حوله: هل سيتواجد أرنولد شواريزنغر بطل السلسلة المعتاد منذ عام 1984 فيه؟ نعم، أرنولد هو بطل هذا الجزء أيضاً، لا بل إنّه سيظهر بشكلين فيه: الأوّل هو ذلك الذي ظهر به في الجزء الأوّل من الفيلم (وهو تحفة من تحف الـCGI في هذا الفيلم حيث يبدو شواريزنغر أكثر شباباً حتى مما ظهر عليه في عام 1984)، والثاني بشكله الحالي الذي شاهدناه في Terminator 3: Rise of the Machine.

الشريط من كتابة
باتريك لوسير ولاييتا كالوغريديس وإخراج آلن تايلور


هل هناك «سارة كونور» متميّزة في هذا الجزء؟ يعلم الجميع أنّ شخصية والدة البطل «سارة كونور» هي أهم شخصية في كل السلسلة، لا بل إنّها أهم من شخصية البطل نفسه. لذلك، فإنّ عشاق The Terminator كانوا ينتظرون بفارغ الصبر سماع اسم الممثلة التي ستقوم بهذا الدور، وسبق أن توالت عليه نجمات من العيارٍ الثقيل مثل الأميركية ليندا هاملتون (في الجزءين الأول والثاني)، والبريطانية لينا هايدي في المسلسل التلفزيوني The Sarah Connor Chronicles المقتبس عن الفيلم. وقع الاختيار هذه المرّة على واحدة من أبرز النجمات الصاعدات؛ إنّها «أم التنانين» البريطانية إميليا كلارك، نجمة مسلسل Game of Thrones (صراع
العروش).
شكّل اختيار كلارك نوعاً من «الدعم» الجيّد للفيلم، خصوصاً أنّ شخصيتها في المسلسل الذي أعطاها الشهرة تشبه كثيراً شخصية «سارة كونور». فهي قوية، ومستقلة، وحنونة، وفوق كل ذلك تخفي حزناً عميقاً.
ماذا عن «كايل ريس»؟ هل سيكون على قدر الآمال، لا سيّما أنّه في الجزء الأوّل (أدى دوره آنذاك مايكل بين) بدا واهناً ضعيفاً على عكس ما كان يتوقع منه؟
يأتي اختيار جاي كورتني لأداء هذا الدور صائباً، خصوصاً بعد نجاحه في أفلام كبيرة مثل I, Frankenstein، وinsurgent، وDivergent. حاول كورتني قدر الإمكان الاقتراب من الشخصية المرسومة في قصص الكوميكس بدلاً من تلك الواردة في الأجزاء الأخرى من الفيلم. لم يعد ساهماً (كما في الجزء الأوّل)، ولا عصبياً متردّداً (كما في المسلسل)، بل شجاعاً وواثقاً من نفسه. هل ستحوي القصة صراعاً بين الآلات والبشر (مع مشاهد قتال عنيفة)؟ أو بمعنى آخر، هل سيتواجه «سايبورغ» (إنسان آلي مغطى بشكل بشري) مع مقاتلي المقاومة البشريين؟ نعم بالتأكيد، هناك مشاهد عدّة في هذا الفيلم تجعله مختلفاً تماماً عمّا سبقه لناحية تلك المواجهات. يكفي فقط أن نشير إلى أنّ أرنولد 1 سيواجه أرنولد 2 في بداية Terminator: Genisys لندرك تماماً بأنّه ينتظرنا الكثير.
إخراجياً، يتولى الدفة واحد من أهم مخرجي التلفزيون حالياً آلن تايلور. سجّل تايلور العريق يضم مسلسلات شديدة الأهمية مثل
Game of Thrones، وthe Sopranos، وsex and the City، وsix Feet Under، و The West Wing وغيرها. وكان قد انتقل إلى الأفلام أخيراً لينجز مع شركة «مارفل» Thor: The Dark World.

صالات «غراند سينما» (01/209109)، «أمبير» (1269)، «بلانيت» (01/292192)، «سينما سيتي» (01/995195)، «فوكس» (01/285582)




زوكربيرغ vs أرنولد

في دردشةٍ على مواقع التواصل الاجتماعي سأل أرنولد شواريزنغر عبر حسابه الرسمي على «فايسوك» مؤسس الموقع الأزرق مارك زوكربيرغ عن أهمية الوقت، وعمّا إذا كان يجد الوقت الكافي لممارسة الرياضة؟ ومن دون مقدّمات، استغل أرنولد هذا السؤال ليتبعه بآخر «إعلاني» في إشارة لفيلم Terminator: Genisys: هل ستفوز الآلات على البشر؟ زوكربيرغ الذي يُعتبر من عشاق السلسلة، أجاب بداية عن أهمية الرياضة، قبل أن يتابع قائلاً: «كلا لن تفوز الآلات على البشر». هذا النقاش على صفحات «فايسبوك» أشعل السوشال ميديا، وراحت تتناقل الكثير من الحسابات هذا الحوار الطريف. أحد عشّاق The Terminator علّق بالقول: «إنّنا في أمان. إذا كان عقلٌ بحجم زوكربيرغ يظن أنّ الآلات لن تحكم، فهذا يعني أنّنا لا نزال بخير» في حين برز تعليق طريف: «أظن أنّنا هالكون، لقد سيطرت الآلات على مارك. هذا ليس مارك، إنّه يخفي الحقيقة».