«نحن نواجه إرهاباً جديداً» هذا ما صرّح به أخيراً مسؤول سعودي في وزارة الداخلية في الوقت الذي بدأت فيه السلطات الأمنية باعتقال العديد من المثقفين والكتّاب والناشطين خصوصاً في بلدة القطيف (شرق السعودية) التي تشهد حراكاً احتجاجياً منذ أشهر. حملة لن تنتهي قريباً، إذ قامت مجموعة من رجال الأمن السعودي يوم الأربعاء الماضي باعتقال الشاعر والمصور الفوتوغرافي حبيب علي المعاتيق من مقر عمله. وقد انقطعت أخبار المعاتيق، ولا يعرف أحد حتى الآن مكان اعتقاله.
مع ذلك، تداولت المواقع الالكترونية السعودية خبراً مفاده أنّ سبب اعتقاله هو إشرافه على «شبكة فجر الثقافية» (أُغلقت أيضاً يوم الأربعاء بعد اعتقاله) التي تعنى بأخبار ثقافية واجتماعية محلية. وكانت الشبكة قد بدأت بنشر أخبار وصور عن الحراك القطيفي.. علماً أنّها تعتبر الماكينة الإعلامية للشيخ عبد الكريم الحبيل الذي يناهض منهج السلطة القمعي في خطبه الدينية. أما المعاتيق فيعتبر من الشعراء المعروفين في المنطقة، وصاحب أول تجربة شعرية فوتوغرافية في المملكة، مزج فيها بين الشعر وفن التصوير. تجربة شاهدناها ضمن معرض فني في منطقة الشرقية، وفي ديوان شعري حمل عنوان «حزمة وجد» (2008) لقي صدى إعلامياً واسعاً في الكثير من الدول العربية. إذاً، إنّه استمرار لحملة ممنهجة يقودها النظام السعودي لتقييد الحريات السياسية والثقافية، والتضييق على الناشطين والمثقفين الذين احتجوا بصوت عال على عمليات القمع في القطيف. مرحلة اللاعقلانية التي دخلها النظام مع حملات الاعتقال التي شملت مثقفين لم يعد يعرف مصيرهم، قابلتها احتجاجات شعبية على هذه الممارسات. وقد أُنشئت العديد من الصفحات على المواقع الاجتماعية للمطالبة بإطلاق سراح الناشطين في الوقت الذي تشتد فيه مناشدات المثقفين للمنظمات الحقوقية المحلية والدولية للمطالبة بالإفراج السريع عن المعتقلين. اعتقال حبيب علي المعاتيق ليس الأول في سلسلة اعتقالات ضمت الكاتبين حسين العلق، وحسين اليوسف اللذين أطلق سراحهما لاحقاً.. فيما لا يزال الناشط فاضل المناسف والكاتب نذير الماجد رهن الاعتقال.
الناشط الحقوقي السعودي وليد سليس يعلّق على قضية اعتقال المثقفين في اتصال مع «الأخبار» قائلاً: «جزء من اعتقالهم هو اعتقال لحرية الرأي والتعبير في المملكة. بعد القتل الذي راح ضحيته العديد من شبابنا، كثرت الاعتقالات التي لن تكون نتيجتها سوى زيادة الاحتقان الشعبي».