عكّا | تداولت وسائل الإعلام البديل أخيراً مقطع فيديو، حيث قدّمت لارا فابيان أغنية صهيونية باللغة العبرية ضمن احتفال أقيم عام 2008 في «تروكاديرو» في باريس لمناسبة «مرور 60 سنة على تأسيس دولة إسرائيل». الأغنية تحمل عنوان «شجرة الكينا» لشاعرة إسرائيلية تدعى ناعومي شيمر تحكي تاريخ الاستيطان قبل احتلال فلسطين من عام 1913 حتى 1963. يومها، ختمت فابيان الحفلة بكلمة «أحبّ إسرائيل».
قد يكون ذلك عادياً، بما معناه أنّ هناك فنانين داعمين لإسرائيل، وهذا أمر معروف. لكن السؤال: كيف يُدعى هؤلاء الفنانون إلى بلد شهد ـــــ وما زال ـــــ على المجازر التي ارتكبتها اسرائيل به وبأهله؟ والأهم هنا أنّ لارا فابيان خصوصاً، شاركت في احتفال صهيوني مجّد إسرائيل، وأعلنت «عشقها» ودعمها للكيان العبري في هذه الحفلة.
في هذا السياق، ترى «الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل» PACBI أنّ دعوة أي فنان/ة يخرق المقاطعة إلى بلد عربي هي بمثابة تواطؤ في التغطية على الدعم الذي يقدمه هؤلاء الفنانون لدولة الاحتلال والأبرتهايد. وفي حديث مع «الأخبار»، يقول أحد الناشطين في الحملة إنّه «بعد خرقها المقاطعة الثقافية، وإعلانها الإنحياز التام إلى إسرائيل، ومواصلة الاحتلال الإسرائيلي للبنان، تُعَدّ دعوة لارا فابيان إلى لبنان إهانة للشعب اللبناني قبل أن تكون إهانة للشعب الفلسطيني المناضل من أجل الحريّة والعودة وتقرير المصير».
في الحالات التي يُدعى فيها فنان منحاز لإسرائيل إلى بلد عربي، تتعاون PACBI مع حلفائها في مختلف أنحاء العالم، ولا سيما لبنان، بهدف مواجهة محاولات التطبيع مع إسرائيل. ويعلّق أحد الناشطين في الحملة الفلسطينية قائلاً «إنّ «حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان» هي الأوسع عربياً، ما يعكس وعي الشعب اللبناني بطبيعة إسرائيل وتناقضها مع أهداف التحرر والتقدم والعدالة في لبنان، بل في مختلف أرجاء الوطن العربي».
«حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان» حصدت دعماً كبيراً في الآونة الأخيرة كامتداد للدعم الذي تحصل عليه مختلف حملات المقاطعة لإسرائيل في العالم. وفي هذا السياق، كانت «الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل» قد وجّهت تحيةً إلى زملائها في لبنان؛ لكونها «مفخرة لكلّ ضمير حيّ يرفض الظلم والإهانة ويقاوم الاضطهاد من خلال هذا الشكل الشعبي والمدني للنضال».
ويرى الناشطون في الحملة الفلسطينية أيضاً أنّ انتشار حملات المقاطعة في العالم خلال الآونة الأخيرة، أسهم في تضييق الخناق على إسرائيل. حتى إنّ هذه الأخيرة عدّت الحملة أحد «المخاطر الاستراتيجية» والجدية عليها؛ إذ سجّلت أهدافاً كثيرة أهمها إقناع فنانين عالميين بعدم إحياء حفلات في تل أبيب، كان آخرهم البريطاني روجر ووترز، ومواطنه الفيس كاستيللو وفرقة «غوريلاز».