القاهرة | منذ الثامنة من صباح أمس، التقط ملايين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر أنفاسهم وتوقفوا عن الجدل السياسي الذي لا ينتهي منذ عزل الرئيس محمد مرسي. تفرّغ هؤلاء لنعي أحمد فؤاد نجم واستعادة أشعاره العزيزة على قلوبهم. لم يتداول الحزانى قصائد بعينها، بل تحول الـ«تايم لاين» إلى ديوان يجمع كل أشعار نجم تقريباً، وأعاد البعض تسجيلات نادرة له، سواء مع الشيخ إمام، أو آخرين، فضلاً عن صور ومواقف مرت في سنواته الـ84. وهناك من اختار قصيدة «جيفارا مات» للراحل مع تحريف مطلعها وتحويلها إلى: «الفاجومي مات» أو «نجم مات». الحدث كان أيضاً مناسبة لممارسة الشماتة من قبل بعض المنتمين إلى الإخوان. بداية، اشتبك الحزانى على وفاة «الفاجومي» مع أنصار الجماعة، قبل أن يتفرّغ محبّو «الشاعر البندقية» لمتابعة أخبار الجنازة. وكان الحدث مناسبة ليتأكد كثيرون أنّ الحساب المنسوب إلى أحمد فؤاد نجم على تويتر الذي شارف على بلوغ نصف مليون متابع لا يخص الراحل. ورغم أنّ صاحب الحساب نفسه وابنة نجم الكبرى نوارة أكدا مراراً أن لا حسابات للشاعر على تويتر، استمر الإقبال على الحساب وتداول ما ينشر من تغريدات.

الناعون عبر مواقع التواصل اختاروا إما كلمات ركزت على كونه الشاعر القريب من الناس، والعصامي، والمعارض لكل الأنظمة، أو مقاطع من قصائده. المطرب حمزة نمرة المنتمي إلى الإخوان قال: «مهما كان رأيه السياسي، تجبرك الموهبة الفنية الفذة على احترام وتقدير عم أحمد فؤاد نجم. تعلمت منه الكثير ولم أتشرف بمقابلته. رحمة الله عليك». المذيعة في «بي. بي. سي. عربية» رشا قنديل نعت نجم بكلماته، فكتبت: «مُر الكلام زي الحسام يقطع مكان ما يمر. أما المديح.. سهل ومريح. يخدع صحيح ويغُر. والكلمة دين من غير إيدين بس الوفا ع الحر». كذلك، سارع الشاعر أحمد شبكة إلى نشر قصيدة رثى فيها نجم: «جيفارا مات، وفاجومي عاش، أصل اللي زيّه حلمه لسّه مانتهاش، أصل اللي سمعه لسّة في حالة اندهاش، أصل اللي راح وياه في سكّة راح ماجاش، يبقى اللي يسأل عنه، قول له، فاجومي عاش»،
من الوسط الفني، كتب خالد الصاوي الذي جسّد شخصية نجم في فيلم «الفاجومي» (2011) أنّ روح الشاعر العظيمة القوية شعرت بأنها أكملت رسالتها، واصفاً نجم بأنّه أكثر من شاعر واحد، وأنّ على الشعب أن يتأمل طويلاً في شخصية هذا «الهرم المصري». أما شيريهان، فغرّدت: «في رحمة الله وسلامة، يا من كنت للمصري صوتاً وكلمة حق. وليس فقط المصري بل الإنسان». وأخيراً، ودّعه الفنان السوري سميح شقير صديقه قائلاً: «وداعاً أخي وصديقي ورفيقي في رحلة هجاء الواقع ورفضه بحثاً عن واقع أكثر عدالة وإنسانية. وداعاً أحمد فؤاد نجم، وقد كنت شوكة في حلوق المستبدين، صديقاً للفقراء، جاعلاً من أكواخ مصر قامة في الروح تضاهي الأهرامات. بشعرك العاري من المداورة والزيف أزحت الستار عن ألم الناس وأحلام البسطاء ساخراً من السجون والسجان. عميقاً كالنيل كنت. وشامخاً كالمسلة، وكنت صديقي الذي يشعرني بأنّ القاهرة بيتي وبأنّ الشام تسكن في أحداق القاهرة، فوداعاً يا صديق العمر ولو الى حين».