يستضيف «معرض الكتاب» هذه السنة تجربة فنية منفردة لمازن كرباج. رغم الاستفاقة المثقلة بكحول سهرة رأس السنة صبيحة اليوم الأول من 2012، أخذ الرسام والموسيقي اللبناني «أجندته» الجديدة التي اشتراها لهذا العمل الفني، وأنجز الرسمة الأولى على صفحة الأول من كانون الثاني (يناير) ٢٠١2. ثم تابع الرسم على مدار السنة: رسمة واحدة كل يوم على صفحات التواريخ اليومية. تلك اللوحات التي وصل عددها إلى ٣٨٣، لإنجازه أحياناً أكثر من واحدة في اليوم، ستعرض متلاصقة في «معرض الكتاب الفرنكوفوني»، متخذة شكل جداريّة كبيرة بطول ١٧ متراً. كرباج المتشوّق لرؤية تلك اللوحات جنباً إلى جنب للمرة الأولى في المعرض، يفضل أن ينظر إليها اليوم كعمل واحد لا كصفحات منفصلة.
هكذا، ستتاح لزوّار المعرض فرصة إلقاء نظرة مقرّبة على هذه اليوميات، قبل أن تصدر لاحقاً في كتاب عن «دار لاسوسياسيون» الفرنسية. في حديثه معنا، يخبرنا كرباج عن تجربته في الرسم المتواصل على مدار سنة، فـ«خلال الشهرين الأولين، كان الالتزام بالرسم يومياً أمراً ممتعاً، قبل أن أشعر بثقل المشروع أحياناً. فكرة الاستيقاظ صباحاً كل يوم مع هوس إنجاز رسمة على أجندتي، كانت تقلقني أحياناً، ثم بدأت العلاقة بين الرسم والزمن تتخذ أشكالاً جديدة ومتعة مختلفة». تتنوّع المواضيع المطروحة في اللوحات بين التفاصيل اليومية والأحداث الشخصية أو العامة. قد تجد رسمة تتعلّق بالأحداث في سوريا أو لبنان، أو أي رسمة عامة. في الاستديو، يرينا كرباج بعض النماذج عن رسمة لحبيبته في 14 شباط (فبراير)، وأخرى يستعين فيها بأسلوب الكولاج لنجد جزءاً من بطاقة سفره إلى إسطنبول، حيث أجرى حفلة مع الموسيقي شريف صحناوي. هكذا سنتابع يوميات مازن كرباج خلال عام ٢٠١٢، من خلال لوحات رسمها بالحبر، من دون أن تغيب عنها شخصياته وأسلوبه الذي اعتدناه في تجاربه السابقة. إلى جانب هذا العمل، ستتوافر ضمن المعرض كتب كرباج السابقة؛ منها «هذه القصة تجري»، و«رسالة إلى الأم» الذي صدر أخيراً.

لقاء مع مازن كرباج حول كتابه «رسالة إلى الأم»: 19:00 مساء 6 ت2 (نوفمبر) ــ AGORA