تبدو حمّانا، لمن يتأمّل سحرها وجمالها، أشبه ببستان كرز كبير، حيث تندمج ألوان الثمرة الشهية وقرميد المنازل التراثية لتخلق لوحة فنية تفتح شهية الناظر لتذوّق كرز البلدة الشهير والتجوال في أحيائها الخلابة. تتحضّر البلدة الواقعة في قضاء بعبدا، بعد غدٍ الأحد لإطلاق «يوم كرز حمّانا»، وهو التقليد السنوي المتّبع منذ عام 2008 (توقّف لعامين بسبب فيروس كورونا)، الذي يهدف بشكل أساسي إلى «دعم المزارعين وتحفيزهم على التمسّك بأرضهم، من خلال مساعدتهم على تسويق إنتاجهم من الكرز ومشتقاته، مثل المربيات، والكومبوت، والمشروبات المختلفة، والعصائر... وهو إنتاج كبير يقدّر بنحو 10 أطنان سنوياً»، وفقاً لمسؤولة مكتب التنمية المحلية في بلدية حمّانا لورا البيري. يشكّل هذا اليوم فرصة لتعريف الزائرين بحمّانا التي سحرت الشاعر الفرنسي الشهير ألفونس دو لامارتين، الذي سكن في دارة آل مزهر فيها وتغنى بها وبواديها الذي حمل اسمه، ما ينعش السياحة الداخلية في البلدة، خصوصاً أنّ «الحجوزات في الفنادق وبيوت الضيافة كثيرة من قبل عائلات وسيّاح يرغبون بالمشاركة في هذا اليوم».

الأنشطة في «يوم الكرز» منوّعة تشمل طبعاً قطف الكرز (من س: 10:00 لغاية 14:00)، حيث يسجّل الراغبون في المشاركة (أفراد وعائلات) أسماءهم في أماكن محدّدة في السوق، ويجري تسليمهم أكياساً وتتم مرافقتهم بالباصات من قبل شباب وصبايا البلدة إلى بساتين الكرز، حيث يتولّى آخرون من الأهالي تعريفهم إلى هذه الأشجار والطريقة المثلى لجني الثمار. على أن يمتد النشاط لكلّ مجموعة لنصف ساعة.
منذ العاشرة صباحاً، تكون أسواق حمّانا (حتى السابعة مساءً) على أتمّ الاستعداد لاستقبال المشاركين، حيث تمتلئ أحياء السوق القديم بالكرز ومشتقّاته، وبمنتجات حمّانية أخرى كالمونة المصنّعة محلياً، والأكسسوارات، والمنتجات الحرفية واليدوية، إضافة إلى المطاعم والمقاهي وأكشاك المأكولات الجاهزة على أنواعها (من الصاج وصولاً إلى السوشي). وللأولاد حصّتهم أيضاً من هذا اليوم، إذ خُصّصت لهم مساحة تضم شتى أنواع الألعاب التي تمكّنهم من اللهو والاستمتاع.
الإفادة من يوم الكرز لا تقتصر على أبناء حمّانا، إذ يشارك أكثر من 200 عارض من المناطق اللبنانية المختلفة لتسويق المونة الخاصة بهم ومنتجاتهم الحرفية على أنواعها.
ومن الأنشطة البارزة أيضاً «سفرة حمانا» (من س: 13:00 لغاية 16:00) حيث تحضّر نساء البلدة أطباقاً، كاللحمة بالكرز والكباب بالكرز، إضافة إلى الفاصولياء التي تشتهر بها حمّانا.
ويتضمّن المهرجان استعراضاً موسيقياً (من س: 12:30 لغاية 14:30. ومن س: 16:00 لغاية 17:00)، فضلاً عن عرض جمباز (س: 18:00).
تشير البيري في حديثها مع «الأخبار» إلى أنّ «ثقافة الكرز متوارثة من جيل إلى جيل في حمّانا، وأعداد المزارعين ارتفعت فيما كثيرون منهم من الشباب. والدليل على ازدهار زراعة الكرز في البلدة هو النمو في أعداد بساتين الكرز، التي كانت 5 بساتين عام 2014 وأصبحت 11 حالياً». وتضيف أنّ «إنتاج حمّانا من الكرز يسوّق بالكامل محلياً، ولم يصدّر حتّى اللحظة». أما عن دور البلدية في تشجيع هذه الزراعة، فتشرح البيري أنّ البلدية «تعمل بشكل مستمر على تعزيز زراعة الكرز وتطويرها، عبر تنظيم ورش عمل وتدريب للمزارعين، إلى جانب عقد شراكات مع جمعيات ومنظّمات غير الحكومية لتأمين الهبات والتمويل وتنظيم الأنشطة التي تخدم الأهداف الموضوعة».

* «يوم الكرز»: بعد غدٍ الأحد ــ من الساعة العاشرة صباحاً لغاية السابعة مساءً ــ حمّانا (قضاء بعبدا). للاستعلام: 05/530049