After Hours (أكريليك على كانفاس ــ 60 × 80 سنتم ـ 2023)
جلوسه.
الأشخاص محور لوحات هندي، مركزها ونقطة جذبها، إنّما أيضاً الأطر المختلفة التي تضعهم فيها، وهم أليفون بالنسبة إليها، تعرفهم جيّداً. لذا تختار لهم المكان والإطار والتكوين والوضعيّة والهيئة التي تلائم كلّاً منهم. والبيئة العامة، حتى الداخليّة منها، تشي بمجتمع مدينيّ لا ريفيّ، تؤكده حالات الانغلاق والعزلة داخل الغرف الضيّقة المتواضعة. أشخاص كأنّهم في فراغ العيش والوحدة والانتظار غير المجدي واللانشاط واللاحركة كي لا نقول اليأس وفقدان الأمل. يمكن تحميل لوحات هندي تأويلات شتّى انطلاقاً من واقع معروف وغير مستغرب، بل مُغْرق في واقعيته وتقليديته تشكيلاً.
تهبنا حيويّة الألوان انطباعاً مريحاً ومقلقاً في آن. ملوانة زاهية تخفي أحزاناً وأسراراً، كأنّها حكايات مكتومة عن أهل وأصدقاء ومعارف في اللحظات الأكثر سكوناً وعاديّة، في مساحات العيش الضيّقة، المُطْبِقَة على النفس، وسط أغراض بسيطة تعزّز الشعور بالوحدة والعزلة.
ميسم هندي (1986) الحاصلة على ماجستير في الفنـون الجميلة من الجامعة اللبنانية بدرجة امتياز، لطالما ألهمتها الحياة في بيروت. تشكّل وجوه الناس مواضيع لوحاتها التي تعتبرها هي نفسها وسيلة لاكتشاف الذات.
«ما لا يُرى»: حتى 22 حزيران (يونيو) ـ «غاليري مرفأ» (بيروت) ـ للاستعلام: 01/571636