
«طقوس الربيع» (أكريليك على كانفاس ــــ 100 × 120 سنتم)
ثمّة في الفن ما يُعتبر إبداعاً من ناحية، وما يُسمى فنّاً حرفيّاً (أرتيزانا). الأول يشمل الفنون والأساليب التشكيلية التعبيريّة ذات الرؤى الذاتية والفريدة، في حين يدلّ الثاني على مهارة الحرفة والجودة والذائقة الصناعيّة والتكوينيّة. هو فنّ غبّ الطلب، سلعة للأرضية أو للجدار. إلاّ أنّ أبو سليمان يجهد في تحويل هذه الحرفة إلى فنّ تشكيليّ، إلى لوحة تستلهم المنظر الطبيعيّ اللبنانيّ ضوءاً ولوناً وتنويعاً بصريّاً، مستعيناً بتأثيرات عينه في قرية طفولته، مجدلونا (قضاء الشوف) وحقول الأزهار الهولنديّة، هو المقيم في هولندا اليوم.
مفتتنٌ أبو سليمان بالنسيج كشكل فني، وبالطبيعة وألوانها النابضة زهواً، وبالطيور والنباتات والحيوانات، وبالتلال والشجر والحقول وما تشهده من تحولات في الفصول المتعاقبة. يمزجها برؤى ذاتية، ويخلق لها إطاراً سرديّاً وبصريّاً من الحكايات الشعبية القديمة، ومن التراث، كي يصوغها بمفردات تشكيليّة بسيطة في الطبيعة والزيّ والحكاية. إنّما يبقى السؤال: هل ينطلق من حرفة السجّاد لبناء لوحة أم يبني لوحة لتقليد سجّادة؟
العناصر المنمنمة والمتكرّرة في لوحاته أبرز ما يلفت الأنظار. من هذه العناصر هناك الأحصنة الأسطوريّة والأشجار المتساوية الحجم والارتفاع. تردّنا أعماله أيضاً إلى حكايات الصغار، والكائنات اللطيفة، والأزهار المتفتّحة في الحدائق السحريّة، ويلعب الضوء دوراً أساسيّاً في تعزيز الجانب التزيينيّ. يقول: «ثمة أشكال طوليّة أو مربّعة مستوحاة من السجادة وألوانها التعبيرية، ومن البيوت والحدائق، رسمتها بتقنية ثلاثية الأبعاد. تحت شمس هولندا أضحت لوحاتي أكثر حيويّة وغنى لونيّاً».