نظّمت «وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافيّة»، أمس الإثنين يوماً إعلامياً في الموقع الأثري أوذنة، غرب العاصمة، عرضت فيه أفلاماً تسجيلية من إنتاجها حول التراث اللامادي لجهات من البلاد ضمن المشروع الذي أطلقته الوكالة تحت عنوان «تونس أرض الحضارات». أربعة أشرطة تسجيلية بثلاث لغات (العربية والفرنسية والإنكليزية)، أوّلها بعنوان «القرميد التقليدي بتستور». يتناول هذا الشريط الإرث الثقافيّ والحضاريّ لمدينة تستور من محافظة باجة (شمال غرب)، وهي مدينة أندلسية أسسها المهاجرون الأندلسيون المعروفون باسم «المورسكيون»، الذين فرّوا من مذابح الأندلس بعد سقوط غرناطة. وتمثل تستور نموذجاً متفرّداً في العمارة.
والشريط الثاني حول صناعة الفخّار في منطقة البرامة من محافظة سليانة (شمال غرب)، وهي مهنة تتوارثها النساء في الريف.
وخصّص الشريط الثالث لمحافظة القصرين (وسط غرب) التي تحتوي حوالي 40 في المئة من آثار تونس. فهي «أرض الحضارات»، كما سمّاها الشريط التسجيلي الذي قدّم آثار المنطقة التي تعود إلى العهد الروماني في حيدرة وسبيطلة وتلابت وسبيبة. وهي آثار شاهدة على آلاف القرون منذ ما قبل المسيح.
أما الشريط الرابع، فخصّص لصناعة «السرج» المقترن بالفروسية وتربية الخيول، وهي مهنة تشتهر بها مناطق عدّة في تونس ويتمّ توارثها عادة في العائلات التي تحترف هذه المهنة.
وعرض الأفلام التسجيلية كان للمخرجين منصف بسباس ومروان المولدي والمديرة العامّة لـ «وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية»، آمال حشانة، التي قالت في كلمة لوسائل الإعلام الحاضرة: «نثمّن التراث الثقافي بشقيه المادي وغير المادي ضمن مشروع وطني»، مشيرة إلى أنّ هذه الأشرطة تندرج في إطار «التوثيق للتراث التونسي غير المعروف والتعريف به والترويج له». علماً أنّ الوكالة تعدّ من أكبر وأهم مؤسسات وزارة الثقافة وهي التي تدير شبكة المتاحف والمواقع الأثرية. كما نوّهت حشانة بتوجّه الوكالة إلى «اعتماد المحامل الرقمية والسمعية البصرية من أجل عرض التراث بطريقة مغايرة تجذب الجمهور وخاصّة الأطفال والشباب منهم وضمان تناقله عبر الأجيال ومساهمته في دعم التنمية المستدامة مع المحافظة على خصوصياته».
وكانت الوكالة قد أصدرت في العامين الأخيرين خمسة كتب فنية فاخرة حول جهات من البلاد أشتهرت بثراء تراثها المادي واللامادي.