
اختبر الراحل فترة اعتقال على أيدي الإسرائيليين زمن احتلالهم للجنوب
في محترفه المتربّع فوق تلّة هادئة في بلدته الجنوبية عنقون، بعيداً عن «الصخب والتخلّف» على حد تعبيره، تنتشر مئات المنحوتات واللوحات التي تعكس بشاعة الحرب والعنف وأهوالهما. كما احتلّت المرأة بعضاً من أعماله كرمز للجمال والأمومة والخصب والعطاء والحب. وفي سنواته الأخيرة، انعزل متفرّغاً للنحت والرسم والكتابة، باحثاً عن فسحة من السكينة تسمح له بالتعبير عمّا في مكنوناته من حبّ وغضب واحتجاج على الواقع الذي يعيشه وطنه. منذ البداية، شحن أعماله بصرخة الرفض، فالحرب تركت أثرها في أعماله عنفاً وسوريالية، مع الملامح الإنسانية الجليّة. لم يتجه نحو التجريد المطلق، قائلاً إن «التجرّد من البيئة والمجتمع يعني قطع آخر شعرة تربط الفنان بالآخرين. مع الإفراط في التجريد، يكتمل الاغتراب عن الآخر ونزداد ابتعاداً عنه. اشتغل بالطين والفخار المكوّنين لمعظم منحوتاته، والقليل منها بالخشب والبرونز. مع ذلك، لم تنل أعماله ما تستحقّ من تسليط الضوء عليها، ولم تُقدّم في معرض منفرد، بل ضمن معارض جماعية هنا وفي الخارج. لا بد من الإشارة هنا إلى أنّ الراحل اختبر فترة اعتقال على أيدي الإسرائيليين زمن احتلالهم للجنوب، هو المؤمن بقول بيكاسو: «لم يوجد الفن لتزيين البيوت، بل هو سلاح في الحرب ضدّ العدّو» ومنحوتاته تقول الكثير في هذا الجانب.