نعت الصّحافة الثقافية الأميركية، أمس، الشاعر والناقد والأكاديمي الأميركي، من أصول صربيّة، تْشَارْلْزِ سِيمِيكْ (1938-2023)، ليفقد المشهد الشعري الأميركي واحداً من ألمع رموزه، الذي رفد القصيدة الأميركيَّة بصور ومشاهد ونبرة لم تكن مألوفة فيها، كما أثرى تخصص نقد الشعر بمقاربات في الدوريات الأميركية، حاولت النفاذ إلى عمق النصوص من دون إثقالها باصطلاحات ومفاهيم أكاديمية تكاد تحجب جوهر الشعر.دخل سيميك مضمار الشعر بمجموعة أولى «ما يقوله العشب» (1967) كفاتحة لما يناهز الخمسين ديواناً. كما تولى ترجمة شعراء صرب أساسيين إلى الأميركية (فاسكو بوبا، لاليتش، ميهاليتش، جانيفسكي)، إضافةً إلى تتبعه بالنقد لأهم ما يصدر من ثمار الشعر العالمي.
يمكن اختصار شعريَّتَه في قوله: «في قصائدي (لأوّل وهلة) تبدو كمائدة وضعنا عليها أشياء مهمّةً عثرنا عليها خلال نزهات: حصىً، مسماراً صدئاً، جذراً ذا شكل غريب، زاويةً من صورة فوتوغرافيّة ممزّقة، إلخ. بعد أشهر من التّأمّل والتفكّر اليوميّ، تبدأ في الارتسام بعض الرّوابط المدهشة، التي تجعلنا نستشعر بعض الدّلالات» (سِفْرُ الآلهة والعفاريت، 1990).
توَّج سيميك مساره الشعري بالعديد من الجوائز، أهمُّها: «بوليتزر الشعر» (1990)، «الأركانة» (2019).
يبدو ديوانه الأخير «لا أرضَ في الأفقِ» (2022) رؤيوياً، كأنه لفتة وداع إلى العالم، خصوصاً في إحدى آخر قصائده:
كانت الرِّيحُ قد ماتت
حاذِرْ،
قاربيَّ الصغيرُ
فَلَا
أرضَ في الأفقِ