كتاب جديد يرصد تاريخ المسرحي الفرنسي موليير في تونس وتعاطي المسرح التونسي مع نصوصه ترجمةً واقتباساً، أصدرته «المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية» بعنوان «موليير في تونس» (إعداد الباحث محمد المي). أهمية الكتاب جمعه بين عدد كبير من الوثائق من صور ومعلّقات مسرحية وجذاذات فنية ومقالات صحافية تمتد على حوالي قرن من الزمن يعود بعضها إلى ثلاثينيات القرن الماضي. كما يوثّق لأبرز الأعمال المسرحية التي اقتبسها مسرحيون تونسيون عن موليير، خصوصاً أبرز أعماله مثل «مدرسة النساء»، و«طبيب رغم أنفه»، و«مريض الوهم»، و«البرجوازي النبيل»... وهي أبرز المسرحيات التي قدّمها مخرجون تونسيون بعناوين محلية أمثال علي بن عياد، ومنصف السويسي وعبد اللطيف بن جدو، ومحمد الزرقاطي، وجميل الجودي، ومحمد كوكة، والبشير الدريسي ومحمد ادريس وغيرهم. ظل ّموليير مهلماً للمسرحيين التونسيين منذ ثلاثينيات القرن الماضي. يذكر الباحث محمد المي أن تونس نظّمت سنة 1973 احتفالية رسمية رعتها وزارة الثقافة (دائرة المسرح) في ذكرى مرور ثلاثة قرون على وفاة موليير. وتم تنظيم مهرجان في المسرح البلدي في العاصمة عرضت فيه مجموعة من المسرحيات المقتبسة عن موليير.الكتاب الذي صدر في نسخة فنية ملوّنة أنقذ جزءاً هاماً من الأرشيف المسرحي. وأطلق محمد المي صرخة من أجل انقاذ الأرشيف المسرحي الموزّع بين الصحف والمجلاّت والمؤسسات المسرحية وضرورة رقمنته، فأرشيف «فرقة بلدية تونس للتمثيل» (1954) يمثل ثروة رمزية لكنه يحتاج إلى رقمنة، حتى يكون على ذمّة الباحثين في تاريخ المسرح.