أعلن الفنان فاضل الجزيري (1948 ــ الصورة) عن افتتاح «مركز الفنون بجربة» في العاشر من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وهو فضاء ثقافي خاص تُقدّر كلفته المالية بعشرة ملايين دولار أميركي تقريباً. وقال الجزيري إنّه يحلم بهذا المشروع منذ 25 عاماً.طبع الجزيري المسرح التونسي بلمسته الخاصة، سواء مع مجموعة المسرح الجديد (1975) التي كانت أوّل فرقة مسرحية مستقلة في تونس وقدّمت أجمل الأعمال المسرحية الراسخة في الذاكرة (التحقيق، العرس، غسّالة النوادر، لام، عرب، العوّادة)، أو تلك الأعمال التي قدّمها وحده بعد الانفصال الفنّي عن رفيق دربه فاضل الجعايبي والتي تنهل من الموسيقى الشعبية التونسية مثل النوبة والحضرة، والتي تُعرض من دون انقطاع تقريباً منذ ثلاثين عاماً. وها هو يحقّق حلم حياته بإقامة هذا المركز في جزيرة جربة في الجنوب الشرقي التونسي.
مركز يضمّ مسرحاً يتّسع لثلاثة آلاف شخص وقاعة تمارين على مساحة ألف متر مربّع ومكتبة وورشات لإعداد مستلزمات الأعمال المسرحية والسينمائية من ديكور وإكسسوارات، بالإضافة إلى مطعم قادر على استضافة ثلاثة آلاف شخص لتقديم الأكلات التقليدية التونسية والمتوسطية. وقد أقيم المركز في منطقة تحيط بها واحة نخيل مطلّة على بحر جربة السّاحر، فيما يمتدّ المركز على سبعة آلاف متر مربّع فيها حديقة.
ويطمح الفنان التونسي إلى أن يكون فضاءً لـ«الإبداع وتقديم عروض موسيقى ورقص ومسرح وسينما وفنون تشكيلية إلى جانب إتاحة الفرصة لروّاده لتذوّق أصناف شتّى من فنون الطبخ، فضلاً عن تنظيم واحتضان ملتقيات حول العلوم الإنسانية والاجتماعية والعلوم الصحيحة»، حسب تصريح الجزيري لوسائل الإعلام. كما أنّه سيعمل على «اقتراح مقاربة جديدة من خلال برمجة ثريّة ومعاصرة تسلّط الضوء على الحركة الإبداعية الراهنة. أما من الناحية المعمارية، فهو مزيج بين الطرق التقليدية في البناء والتصميم والهندسة المعاصرة». وسيولي المركز في أنشطته اهتماماً بالجانب البيئي، إذ يقع في منطقة مسجّلة في قائمة رامسار العالمية.
«مركز الفنون بجربة» هو أضخم مشروع ثقافي خاص يُنجز في تونس، وأراده فاضل الجزيري أن يكون قبلة للمبدعين الذين لهم أعمال في طور الإنجاز، من خلال تمكينهم من الالتحاق بإقامات فنية للكتابة والتمارين في جزيرة تُعدّ من الأجمل في المتوسط.