يُطرح للبيع في مزاد تنظّمه «فيليبس» في نيويورك في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، لوحة لأحد روّاد الحداثة الفنية، مارك شاغال (1887 ـــــ 1985)، هي من بين 15 عملاً سرقها النازيون وأعادتها فرنسا إلى ورثة العائلات التي سُرقت منها، على ما أعلنت دار المزادات أمس الخميس. وعام 1928، اشترى هذه اللوحة الزيتية المُنجزة على قماش، صانع آلات وترية هو البولندي اليهودي ديفيد سيندر الذي خسر ممتلكاته نتيجة اضطراره للانتقال إلى لودز غيتو. وتبلغ القيمة التقديرية للوحة التي تحمل اسم «الأب» وتعود إلى عام 1911 بين 6 و8 ملايين دولار.
وبعدما رُحّل إلى أوشفيتز حيث قتلت زوجته وابنته، نجا سيندر وانتقل إلى فرنسا عام 1958 حيث توفي عام 1966، ولم تُعرف الجهة التي استحوذت على اللوحة.
وفي هذه الفترة، عادت اللوحة إلى الظهور في معارض، واتّضح أن مارك شاغال هو نفسه من اشتراها ربما بين عامَي 1947 و1953 من دون معرفة الجهة التي كانت تستحوذ عليها، بحسب دار «فيليبس» ووزارة الثقافة الفرنسية.
وبعد وفاة شاغال في فرنسا عام 1985، أصبحت لوحة «الأب» جزءاً من المجموعات الوطنية عام 1988، ثم كُلّف بها مركز بومبيدو ونُقلت إلى متحف الفنون اليهودية وتاريخها في باريس.
وقرر ورثة ديفيد سيندر أن يبيعوا اللوحة، وهي خطوة غالباً ما يجري اتخاذها »عندما يُسترَجع عمل ما بعد فترة طويلة» بسبب «تعدّد الورثة واستحالة تقسيم اللوحة عليهم»، بحسب نائب مدير دار «فيليبس» جيريمايا إيفارتس.
علماً أنّ شاغال أنجز اللوحة التي تمثّل صورة لوالده عام 1911، وهي السنة التي وصل خلالها إلى العاصمة الفرنسية.