في عالمنا العربي المضطرب، لا تزال السينما تفتش عن نفسها كما يفتش صنّاعها عن الأسئلة التي يواجهونها، محاولين الحصول على أجوبة من خلال شاشتها الكبيرة. تحط السينما العربية هذا الشهر في «سينما عقيل» في دبي. إذ تقدم السينما الدورة الأولى من «أسبوع السينما العربية» (7 – 16 تشرين أول/ أكتوبر 2022)، التي ستكون رحلة سنوية عبر المنطقة حيث القصص هي الشيء الوحيد الذي يعبر الحواجز.من الأردن، إلى لبنان ثم مصر وجيبوتي وقطر واليمن والسودان وتونس وصولاً إلى الجزائر التي تحتفل بعامها الستين من الاستقلال... كل بلد سيقدم اعمالاً جديدة لصناع أفلام شباب يحاولون إيجاد مكان لهم في هذه الأرض وعلى شاشاتها. الجزائر، بلد المليون ونصف مليون شهيد، تدعونا من خلال أفلام عدة إلى إعادة التفكير فيها واكتشاف جوانبها الثقافية والاجتماعية من خلال اعمال معاصرة تتناول الماضي الاستعماري والحاضر المضطرب. هكذا، ستعرض فيلمها الأشهر «معركة الجزائر» (1966)، إلى جانب أفلام أخرى بحضور صانعيها، مما يسمح للمشاهدين بلقاء المبدعين الذين يقفون خلف هذه القصص. كما سيكون لهم ايضاً لقاء خاص مع الممثل الفلسطيني صالح بكري الذي سيتحدث عن حياته المهنية وتعاونه مع صانعي أفلام عرب ومساعدتهم في رواية قصصهم.
عشرة أفلام طويلة، وستة أفلام قصيرة ستعرض خلال «أسبوع السينما العربية» تروي قصصاً خاصة وعامة من كل الدول العربية. يعكس صانعوها مشاكل وهموم بلادهم، كل منهم بطريقته واسلوبه السينمائي. بعض هذه الأفلام هي الأفلام الأولى لصانعيها، ومن خلالها نكتشف صناع أفلام عرباً جدداً، وهم بدورهم يكتشفون جماهيرهم ويشاهدون ردة فعل الجمهور على قصصهم.

الأفلام المشاركة

* «الحارة» ــ باسل غندور ــــ الأردن
في حارة باسل غندور، كل شيء معتم كصورة الفيلم. الحياة في هذه الحارة تبدأ مع غروب الشمس. يلف الغموض الشوارع، يدور القيل والقال وينتشر العنف في سلوكيات الناس، كما الإجرام تحت ضوء المصابيح. الحياة تبدأ مع ضوء القمر، ويتصادم الجميع. في هذه الحارة العمّانية، يعيش الشاب علي (عماد عزمي)، الذي يُرشد السياح إلى الحانات الليلية المجاورة، ويحصل على المال مقابل عمله. يعيش علي علاقة حب سرية مع لانا (بركة رحماني) بعيدة عن المجتمع وعن عيني والدتها أسيل (نادرة عمران). يصل فيديو مصوّر على هاتف أسيل يُظهر علي ولانا في سرير الأخيرة مع رسالة صوتية من مجهول يطلب المال مقابل عدم نشر الفيديو. الخوف يدفع أسيل لأن تقصد عباس (منذر ريحانة) رئيس العصابة في الحارة، فتطلب منه إيجاد المصور ومحو الفيديو وإبعاد علي عن ابنتها. يوافق عباس ولكن لا شيء بالمجان عنده. عندما يزداد الضغط على لانا وعلي، يقرران الهروب والزواج. ينقلب كل شيء، يبدأ الخداع وتُراق الدماء مع مخططات الانتقام من عباس، ولجوء أسيل إلى كل شيء لحماية سمعتها أولاً وابنتها ثانياً. تبدأ القصة باتخاذ المسار المتوقع، إلى أن يقع حدث غير متوقع. ما فعله غندور في منتصف الفيلم، غيّر قواعد اللعبة بذكاء. إذ نجح في السيطرة علينا حسياً، مورطاً إيانا كلياً في الشريط. تعاطى مع نهج الفيلم المرئي بطريقة ترمي إلى إظهار دائرة الحياة والصراعات العصية على الحل. منذ هذه اللحظة، أصبح كل شيء وكل شخصية قاب قوسين أو أدنى من مصيبة ما، ولا مسلمات عند غندور، كل شيء يمكن أن يحدث. «الحارة» فيلم جميل، مصنوع ومكتوب بحب لسينما التشويق والإثارة، ونادراً ما نرى هذا النوع في صالاتنا العربية.

* «ريش» ـــ عمر الزهيري ــــ مصر
نتعرف في «ريش» إلى عائلة، زوج (سامي بسيوني) وزوجة (دميانة نصار) وأطفال ثلاثة ونعرف دور كل منهم. الأب يأكل ويشرب ويعمل ويعطي المال للزوجة لشراء حاجيات البيت. المرأة خاضعة وتحتفظ دوماً بنفس التعابير أثناء غسل الأواني وتلميع أحذية الزوج والاعتناء بالأطفال. كل شيء ثابت في البيت مثل إطارات الفيلم الثابتة، إلى أن يأتي يوم الاحتفال بعيد ميلاد الولد البالغ أربع سنوات. يقرر الأب إقامة حفلة حقيقية مع بالونات وزينة وقالب حلوى ويدعو الجميع، حتى إنه يأتي بساحر للترفيه. يطلب الساحر من الوالد أن يدخل صندوقاً كبيراً، وبالخطأ يتحوّل الرجل إلى دجاجة! «ريش» قصة عن خدعة سحرية فشلت، قصة مجازية عن رجل يستحيل دجاجةً. فيلم الزهيري الأول راديكالي فريد من نوعه في عالمنا العربي. العبثية الرائعة للإنسان تعكس نفسها في وجوه شخصيات الفيلم، تسيطر الفوضى، والسوريالية في هذه الملهاة الإنسانية. يستحيل ألا ننفجر ضحكاً عند رؤية الأفعال وردود الأفعال. يجمع «ريش» بجرأة الواقعية السحرية والشعر الاجتماعي، ويقدم ببلاغة الحياة اليومية لبشر ليسوا على قيد الحياة. يبني الزهيري جمالاً من القمامة والبشاعة لأنه مقتنع بالعالم الذي خلقه والذي لا يخضع إلا لنفسه. يتشرب الزهيري من أساليب سينمائية عدة ويخلق شيئاً خاصاً به.

* «زوجة حفار القبور» – خضر عيدروس أحمد – الصومال
في باكورته الروائية الطويلة، تعامل المخرج الصومالي الشاب خضر عيدروس أحمد مع مواضيع ومشكلات حميمية واجتماعية في حبكة بسيطة. فيلم عيدروس أحمد مفعم بالأحاسيس ولا يمكن أن يتحدث المخرج عن المشاعر بهذه الطريقة القوية من دون أن يكون طرياً وحميمياً. جوليد (عمر عبدي) ونصرة (ياسمين أبشير ارسام) زوجان جميلان محبان ومغرمان بشدة، يعيشان في ضواحي مدينة جيبوتي مع ابنهما المراهق مهاد (قدار عبد العزيز إبراهيم).
من فيلم «زوجة حفار القبور»
تحتاج نصرة بشكل عاجل إلى جراحة لعلاج التهاب الكلى. يعمل جوليد كحفار قبور لتغطية نفقات عائلته، لكنه يحاول مع ابنه تأمين المال اللازم لإنقاذ نصرة، من خلال القروض والوظائف المختلفة وحتى من العائلة البعيدة. تروي صور الفيلم يوماً بعد يوم سعي العائلة بمرونة كبيرة. على الرغم من الحزن، لم يقع عيدروس أحمد في العاطفة الباكية، بل أعطى شخصياته إنسانية عظيمة في كل مشهد. عيدروس أحمد يطبع الإنسانية في كل لحظة، شخصياته جميلة جذابة ولطيفة، صورها بكل حب. «زوجة حفار القبور» سينما بسيطة بميزانية منخفضة لكن بجودة إنسانية وسينمائية كبيرة. سينما نادرة من بلد نادراً ما يقدم أفلاماً.

* «بلوغ» – السعودية
هند الفعاد، جواهر العامري، نور الأمير، سارة مسفر، فاطمة البنوي. خمس مخرجات سعوديات يقدمن في «بلوغ» قصصاً نسائية تعكس صورة للمرأة في المجتمع السعودي. خمس قصص تتفحص فيها المخرجات الهوية والمجتمع المتغيرين باستمرار.

* «الإبحار في الجبال» – كريم عينوز – الجزائر
في كانون الثاني (يناير) 2019، بعد وفاة والدته أيراسيما، قرر كريم عينوز، للمرة الأولى، الذهاب إلى وطن والده ماجد، الجزائر، لاستعادة تاريخه والتعرف إلى المكان ومعرفة المزيد عن أصوله. ما كان يبدو في البداية أنه مقطع فيديو لهذه الرحلة التي بدأت من باخرة في البحر ثم العاصمة الجزائر نحو جبالها البعيدة لاكتشاف أصول الذات، استحالت انعكاساً وجودياً للمسارات المحتملة التي يمكن أن تتخذها الحياة. الفيلم عبارة عن مشاهد غير متجانسة، صورها المخرج بنفسه لتتخذ ثلاث طبقات. الوقت المادي التي يتجه فيه المخرج نحو الجزائر التي لا يعرفها، والزمن النفسي الذي يعود فيه إلى ذاكرة العائلة، والزمن العاطفي وهو الحاضر حين يتحدث مع والدته بصيغة المضارع، كأنّها بجانبه. يغذي عينوز الفيلم بلقطات تشبه الحلم، ويضع أمام نفسه وأمامنا آفاق الحياة البديلة المكونة من أماكن وأشخاص ولغة وتاريخ لإضفاء نفحة تجريبية على زوبعة الاستطراد الوثائقي. يتأرجح بين التأمل الحميم والتحليل التاريخي ورسالته إلى والدته، رفيقته الغائبة في هذه الرحلة الاستكشافية. «الإبحار في الجبال» مشبع بالأوهام والتجريدات والتخمينات والاقتراحات والرغبات العميقة والحاجة إلى التعبير عنها والبحث الشخصي عن عائلة تمر عبر مسار جغرافي وتاريخي. ما يميز «الإبحار في الجبال» هو أن فيلم عينوز شخصي بقدر ما هو عالمي، يتقاطع مع موضوعات مهمة من تاريخ القرن العشرين وعواقبه في الحادي والعشرين، بين الجزائر وكولورادو وباريس والبرازيل والديكتاتوريات العسكرية وحرب الاستقلال في الجزائر.

* «سولا» – صلاح إسعاد - الجزائر
في «سولا»، روي المخرج الجزائري صلاح إسعاد قصة سولا (سولا بحري) الأم الشابة والعزباء التي تُطرد من بيت العائلة باسم «الشرف». ونظراً إلى عدم وجود مكان تذهب إليه عندما يطردها والدها من المنزل، تطلب سولا المساعدة من العديد من الأصدقاء والأقارب. بينما تشرع في رحلة مضطربة مدتها 14 ساعة، يكون هدف سولا الوحيد تجنيب ابنتها الرضيعة آلامها وصراعاتها. لكن كل شيء وكل من حولها يمثل تهديداً محتملاً، وغالباً ما يكون الخط ضبابياً لأولئك الذين يريدون مساعدتها، وأولئك الذين يسحبونها إلى دوامة العنف. تتنقل الشابة من مدينة باتنة إلى عنابة وتقفز من سيارة إلى أخرى، متأرجحة بين لحظات من السكون واللهو مع الأصدقاء، ولحظات من القلق الشديد والعزلة. كل شيء صريح في الفيلم، لا يترك سوى القليل من الخيال. كل شيء يتشابك ولا مخرج من السيارات والطرقات. رعب جسدي ونفسي وضعنا به المخرج طوال مدة الفيلم، وأغرقنا في عالم سولا العنيف التي تحاول حماية ابنتها، لكنها تتخذ قرارات متهورة وتصبح ضحية الأحداث. الفيلم مبني على قصة سولا بحري الحقيقية، نرى قصتها من داخل مقصورات القيادة، وهي محاصرة بالمقاعد والنوافذ وعنف الرجال. خانق فيلم إسعاد، كل شيء فيه يحدث في مسافة تبعد سنتيمترات، ولكن موضوعه كبير يتغلغل في المجتمع الجزائري بأكمله.

* «هيليوبوليس» – جعفر قاسم – الجزائر
بعدما قمعت الشرطة الفرنسية التظاهرات يوم إعلان انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الأولى، وبعدما استغل القوميون الجزائريون المناسبة للمطالبة باستقلال الجزائر، قررت السلطات تطبيق القانون العرفي. أمر أدى إلى مقتل آلاف الأشخاص، في ما سمي بمجازر 8 أيار (مايو) 1945 كما بمجازر سقيف وقالمة. «هيليوبوليس» للمخرج الجزائري جعفر قاسم، يعيدنا إلى هذا التاريخ في فيلم جدي في طرحه، وتاريخي في سرده، وميلودرامي في لغته السينمائية.
من فيلم «هيليوبوليس»
«هيليوبوليس» يعود بنا إلى فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر، الذي ما زالت آثاره اليوم. ملحمة عن تاريخ الجزائر والمجازر التي ارتكبت على يد الميلشيات الجزائرية المتحالفة مع الفرنسيين بحق أهل الأرض. مجازر أدت إلى قتل وحشي للمدنيين والإعدام الفوري للزعماء السياسيين الذين يحاربون من أجل استقلال البلاد. يستحق «هيليوبوليس» اهتمامنا من حيث توثيق التاريخ في هذه القرية الصغيرة، والمشاكل بين المستعمرين والسكان الأصليين، وبين من كان مع الاستعمار في لحظة من تاريخ الجزائر في أكثر فتراتها توتراً. الفيلم يحمل الكثير من الحقائق في ما يتعلق بالواقع التاريخي والأماكن والاحداث والأشخاص الحقيقيين.

* «بيروت هولدم» – ميشال كمون – لبنان
بعد أكثر من عقد على باكورته «فلافل» (2006)، عاد المخرج اللبناني ميشال كمون إلى الصالات بفيلمه الروائي الثاني «بيروت هولدم» ليسرد لنا يوميات زيكو (صالح بكري) الذي أُطلق سراحه للتو من السجن فيحاول بناء حياته من جديد. خسر زيكو شقيقه خلال وجوده في السجن بسبب سباق دراجات غير قانوني. عند خروجه، يحاول استعادة حبيبته كاول (رنا علم الدين)، يلتقي بأصدقائه (فادي أبي سمرا، زياد صعيبي وعصام بو خالد)، يحاول فعل ما يجيد فعله، أي الاحتيال والقمار والرهان في سباق الخيل. ولكن كل شيء ينقلب دوماً عليه.

* «معركة الجزائر» (1966) – جيلو بونتيكورفو
كم من الالم، من القوة، من العنف، مع جرعة من الحب... مكونات أساسية للولادة الجديدة.. هي الانطباعات الأولى والمشاعر الفورية التي تستحوذ علينا مع آخر مشاهد فيلم «معركة الجزائر». الفيلم توثيق فوري لحرب التحرير الجزائرية. بعد أربعة أعوام فقط على انتزاع الجزائر استقلالها، عُرض العمل الذي يتتبع حياة وتقلبات الثوري الجزائري علي لابوانت، كيف تشكّلت المعارضة المسلحة ثم كيف أعادت تمركزها تحت لواء «جبهة التحرير الوطني الجزائرية» من جهة، وموقف الجيش الفرنسي بقيادة الكولونيل ماتيو من جهة أخرى. تحفة المخرج جيلو بونتيكورفو مزيج من الوثائقي الذي ينقل الواقع الاجتماعي والسياسي مع تقديم سينمائي درامي للقصة.
نعيش الأحداث واللحظات التاريخية في قالب سردي يرتبط بالواقعية الجديدة في السينما الإيطالية. وفي الإطار الواقعي الدرامي نفسه، استخدمت الكاميرات المحمولة على الأكتاف. هكذا تم تصوير المعارك من بعيد، من مسافة آمنة، تماماً مثل التقارير الاخبارية المصورة من ساحات القتال. قبل أن يكون عملاً سردياً قصصياً، الفيلم هو نتاج بحث طويل وشغوف من قبل المخرج والكاتب. عمل تحقيقي توثيقي سبق القولبة السينمائية الفنية: في أماكن الصراع، مع الثوريين، في الصحف والمجلات، في تقارير الشرطة المخالفة لوجهة النظر الثورية... قاوم المخرج الاغراء العاطفي من الجهتين، حاول تقديم الصورة بموضوعية، الأحداث والعنف والتعذيب على لسان الجيش الفرنسي والثوار على حد سواء. «معركة الجزائر» حالة نادرة واستثنائية بين افلام الحرب الكثيرة. هو لا يقدم الحرب فقط على مستوى الخسائر المادية، إنما يقدم العقول والأفكار والنفوس التي صنعت الحرب وخاضتها. تحليل في أعماق الجهتين. نضال، افكار تحررية، نزعات ثورية، اعمال قتل جماعية، تعذيب، اضطهاد واستعمار.

* ماستر كلاس مع صالح بكري
منذ 15 عاماً إلى اليوم، لم يغب الممثل الفلسطيني صالح بكري عن شاشتنا الكبيرة، أجمل القصص والأفلام الفلسطينية والعربية رويت من خلال الشخصيات التي لعبها بكري. ولد بكري في يافا، وفي الخامسة من عمره، انتقل إلى قرية البعنية في الجليل مسقط رأس والده الممثل محمد بكري. بدأ حياته كممثل مسرحي ثم انتقل إلى السينما ولم يفارقها. يختار بكري الدور الذي يريد أن يلعبه. ملتزم جداً بالشخصيات التي يجسدها. فنان ملتزم لفنه وإنسانيته ووطنه فلسطين، عمل مع مخرجين فلسطينيين أمثال إيليا سليمان وآن ماري جاسر ورشيد مشهراوي، وعرب مثل منية عقل وميشال كمون ومريم التوزاني وغيرهم.
صالح بكري (رودي بو شبل)
مثل وصوّر افلاماً في لبنان والمغرب والامارات وتونس وغيرها. لم تحل لهجته الفلسطينية دون تعاونه مع مخرجين عرب لأفلام خارج فلسطين، فكان اتقان اللهجات العربية سهلاً له كإتقان لعب أي شخصية على الشاشة. ليس هناك شيء لا يستطيع القيام به. أحد أفضل الممثلين العرب على الإطلاق، استطاع أن يملأ الشاشة من دون مجهود، وتمكن من إضفاء كاريزما خاصة على كل شخصية لعبها. يجلب بكري الفوضى إلى الفيلم في كل مشهد يظهر فيه. هو غير منتظم، حساس، ذكي ومغناطيسي، يعرف كيف يسرق النص في دقيقة. هو من الممثلين الذين يجسدون شخصيتهم بإقناع، بحيث يسهل نسيان أنهم يمثلون. كان هناك وعد بالحياة، بالمغامرة، في شخصياته. في لقائه مع الجمهور على هامش «أسبوع الأفلام العربية»، سوف يتحدث بكري عن أعماله الكثيرة التي تخطت الـ25 عملاً، عن حياته في فلسطين وأدواره السينمائية العربية والعالمية، وطبعاً دعمه الدائم للمخرجين الشباب.