شهدت مدينة تونس العتيقة في العاصمة التونسية، مساء أمس الأربعاء احتفالية بصدور الجزء الثاني من الكتاب الفني الفاخر «التراث العالمي في البلدان العربية»، بعد عشر سنوات من الكشف عن الجزء الأول. يجمع الكتاب صور كل المواقع الأثرية العربية التي تم تسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي عبر عدسة المصوّر الفوتوغرافي الفرنسي جان جاك جيلبار.هذه الاحتفالية كانت بحضور وزيرة الثقافة حياة قطاط القرمازي وعدد من وزراء الثقافة السابقين ورئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة والمدير العام لـ «المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم» (إلسكو) محمد ولد أعمر وسفراء مصر والسعودية والبحرين .
الكتاب الصادر باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية، يضم صوراً لـ 86 موقعاً من المغرب الأقصى إلى الخليج، سُجّلت في التراث العالمي بين عامَي 2011 و2019.
في هذا السياق، قالت القرمازي في كلمتها: «هذا الكتاب المتميز بما يحتويه من معلومات تاريخية قيِّمة ودقيقة عن كل هذه المواقع والمعالم الأثرية، سيساهم في تعزيز الخريطة التراثية العربية من جهة، وتثمين كل مكوناتها الإنسانية والحضارية والطبيعية لتكون مقوّماً أساسياً للتنمية المستدامة، ومحرّكاً فعلياً للاقتصاد الوطني، من جهة أخرى». وأضافت: «سيكون مرجعاً أساسيّاً لكل الباحثين والمهتمين بالتراث العالمي للتعرف أكثر على الصروح الثقافية الأثرية والطبيعية في المنطقة العربية».
وأشارت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إلى أنّ إطلاق هذا العمل «يترجم توثيق التراث الفريد والثري الذي يعد على رأس أولويات العمل في المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي».
أما محمد ولد أعمر، فشدّد على أهمية «العمل المشترك للمنظمة ووزارة الشؤون الثقافية والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في إعداد هذا الكتاب الذي يترجم أهمية التعاون بين المؤسسات الدولية والعربية»، مبيّناً أنّ «الشراكات العربية قادرة على النجاح ومواجهة كل التحديات والصعوبات في سبيل المحافظة على تاريخها وحضارتها العريقة من كل الشوائب».