يُسدل الستار مساء اليوم الأربعاء على النسخة الرابعة والثلاثين من «مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية» التي افتتحت في 30 آب (أغسطس) الماضي بتأخير عن الموعد المعتاد للمهرجان في تموز (يوليو) من كل عام.فعلى الطريق الرابطة بين مدينتَي صفاقس (العاصمة الثانية للبلاد) وقابس (كبرى مدن الجنوب الشرقي)، تستوقفك التجهيزات الفنية والمنحوتات في الهواء الطلق التي أبدعها فنانون من مختلف أنحاء العالم مرّوا بمدينة المحرس التي حوّلها مهرجانها إلى مدينة الألوان وإلى متحف مفتوح.
نجحت الصغيرة في تأسيس مهرجان للفنون التشكيلية هو الأول من نوعه منذ أربعة وثلاثون عاماً. كانت البداية مجرّد حلم لمؤسسه الفنان التشكيلي يوسف الرقيق (2012/1940)، لكنّه استحال حقيقة وأصبح اسم المحرس يسافر عبر الفنانين الذين يزورونها كل صيف منذ تأسيس الحدث.
هذه النسخة شارك فيها فنانون من تونس والجزائر وليبيا وساحل العاج وتايوان وإيطاليا واليابان، وأنجزوا طيلة أيام المهرجان أعمالاً فنية ومنحوتات وتجهيزات ستعرض اعتباراً من مساء اليوم ولغاية منتصف الشهر الحالي.
مثّل المهرجان تجربة مختلفة ضمن المهرجانات التونسية، ويملك اليوم رصيداً من الأعمال الفنية يتجاوز الثلاثة آلاف، أنجزت في ورشاته على مدى سنوات. رصيد فني كبير تحوّل إلى مشكلة تؤرق إدارة المهرجان، إذ لا بد من الحفاظ عليه في متحف تتوافر فيه شروط تقنية وفنية تراعي خصوصيات طقس المنطقة، وخاصة الرطوبة في مدينة مفتوحة على البحر الأبيض المتوسط.
منذ سنوات، تسعى إدارة المهرجان إلى تحقيق هذا الحلم. وفي هذا السياق، قال رئيس هيئة المهرجان وأقدم مؤسّسيه، اسماعيل حابة، لـ «الأخبار»: «نسعى منذ سنوات إلى إقناع الجهات المعنية، من وزارة الثقافة إلى محافظة صفاقس إلى بلدية المحرس إلى شركة النفط في الجهة، إلى دعم مشروع المتحف لأن الرصيد الفني في خطر ولا بد من حفظه في ظروف ملائمة... لكن ما زلنا نحلم وما زال المشروع بعيد المنال». وأضاف: «من المشاريع التي نعمل على تحقيقها أيضاً «حي الفنانين». فاسم المحرس أصبح معروفاً في العالم في أوساط الفنانين التشكيليين وكثيرون منهم يريدون زيارة المدينة حتى خارج موعد المهرجان. المدينة تحتاج إلى إقامة فنية تكون متاحة للفنانين مع توفير مرسم لهم مجهّز بكل ما يحتاجونه، لكن المشروع ما زال ينتظر الإنجاز».
ستودع المدينة الصغيرة النائمة في حضن المتوسط عشّاقها من الفنانين، لكن ألوانهم ستبقى تضيئ ساحة الفنون التي تحمل اسم الفنان التشكيلي مؤسّس المهرجان، يوسف الرقيق.