استيقظ نشطاء الفايسبوك في تونس أمس على قضية جديدة تناقضت في شأنها الآراء بين مندد ومرحب. فقد أعلنت هيئة «مهرجان المنستير» (مسقط رأس الزعيم الحبيب بورقيبة مؤسس الجمهورية وأول رئيس للبلاد) عن الغاء عرض مسرحية «حسين في بكين» لمقداد السهيلي التي كانت ستعرض في «قصر الرباط» في المنستير. وجاء في بيان هيئة المهرجان«نظراً للحساسية التي أثارتها مسرحية مقداد السهيلي حسين في بيكين والمبرمجة يوم الأحد 7 آب (أغسطس) وحرصاً من هيئة المهرجان على تجنب كل ما يفهم منه التشجيع على المسّ برموز المدينة من قريب أو بعيد... وتفاعلاً مع ما أبدته شرائح من أبناء المدينة ومن أحباء المهرجان عن عزوف عن هذا العرض في علاقة بسابقة إعلامية وقع فيها المس بشخصية الزعيم الرئيس الحبيب بورقيبة، فإن الهيئة تقرر إلغاء هذا العرض وسيقع تعويضه لاحقاً بعرض مسرحي آخر». وكان مقداد السهيلي (نقيب سابق للموسيقيين) قد أبدى موقفاً سلبياً من الزعيم بورقيية في برنامج تلفزيوني قبل سنوات، وهو ما لم يغفره له أبناء المدينة الذين يعتبرون الزعيم مقدساً.
الغاء عرض المسرحية على هذه الخلفية أثار مواقف متباينة، إذ اعتبره بعض السياسيين والناشطين الثقافيين مساً بحرية التعبير وسابقة خطيرة تجعل هيئات المهرجان في قبضة سلطة الناشطين على الفايسبوك في حين اعتبره آخرون موقفاً طبيعياً بالنسبة إلى مهرجان مدينة المنستير مسقط رأس الزعيم الذي يلقب بـ «المجاهد الأكبر» وباني دولة الاستقلال.