صَدَم بيار شمعون (الصورة) محبّيه والجمهور برحيله المفاجئ خلال نهاية الأسبوع بعدما تعرّض إلى وعكة صحية على إثر شعوره بألم في صدره، ما استدعى نقله على وجه السرعة إلى المستشفى التي ما لبث أن فارق الحياة فيها صباح أوّل من أمس السبت.الممثل الذي اشتهر خصوصاً بالأدوار الكوميدية من مواليد زحلة في نهاية خمسينيات القرن الماضي، درس المسرح في الجامعة اللبنانية، قبل أن يسجّل حضوره في أوّل أعماله وهو مسرحية «جزيرة العصافير» لشكيب خوري. بعدها، عبّد الراحل طريقه إلى قلوب اللبنانيين بشخصيات محبّبة على الخشبة والشاشتَيْن الصغيرة والكبيرة في أعمال نذكر منها: «عمتي نجيبة»، و«هَريبه يا أوادِم»، و«عيوق ورفقاتو»، و«عريسين مدري من وين»، و«طار الحمام غط الحمام»، و«ملا علقة»، و«كاش فلو» وغيرها. رسّخ شعبيته بين أبناء بلده بحضوره الثابت ضمن برنامج «بس مات الوطن» لشربل خليل، ليخرج في السنوات الأخيرة من عباءة الكوميديا من خلال شخصيات منوّعة، خصوصاً «المختار صقر» التي لعبها عام 2021 في مسلسل «رصيف الغرباء» (إخراج إيلي معلوف) الذي كتبه شقيقه طوني شمعون وأدّت بطولته ملكة جمال لبنان السابقة رهف عبد الله.
نعت نقابة الممثلين اللبنانيين الممثل الذي احتُفل بالصلاة لراحة نفسه أمس الأحد في «كنيسة مار ضومط» في برج حمّود (طريق النبعة). وقالت النقابة في بيانها إنّ شمعون «أفنى حياته على شاشة التلفزة والمسرح والسينما»، متقدّمةً من «كل الزملاء وعائلة الفقيد بأحرّ التعازي».
أما وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال، القاضي محمد وسام المرتضى، فأكّد في بيان أنّ الراحل «نجم جديد يسقط من فضاء الفن اللبناني، بعد عقود طويلة من التألق على المسارح والشاشات. بيار شمعون الذي سكن عيون أجيال في مختلف الأدوار التي لعبها، أغلق اليوم الصفحة الأخيرة من كتاب عمره الزمني، ليفتح الصفحة الأولى من كتاب عمره النوراني، وهاجر من الأرض التراب ليُقيم في ذاكرة الثقافة وأشواقها». وتابع: «عزاؤنا الحارّ لعائلتيه الصغرى والكبرى وللوطن الذي سيفتقد حضوره».
خبر وفاة شمعون استدعى موجة من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ راح الزملاء ومحبّوه ينعونه ويستذكرون خصاله وأبرز أدواره. في هذا السياق، كتب الممثل سمير شمص: «وداعاً يا رفيق الدرب المحب بيار شمعون، بكّرت يا صاحبي وأدميت قلبي». من ناحيتها، نشرت النجمة كارول سماحة بوستاً قالت فيه: «رح نشتقلك بيار شمعون الله يرحمك»، فيما كتبت الممثلة جيسي عبدو: «يا بيارو يا رفيق البسمات يا صديق الأيام الحلوة شو هالخبرية هيدي؟ مش عم صدّق بشع كتير هالخبر يا بيار بكّرت كتير... الله يرحمك يا طيّب يا آدمي... رح نشتقلك كتير».

يستمر تقبّل التعازي اليوم الإثنين من الساعة الحادية عشرة صباحاً لغاية الساعة السادسة مساءً في صالون «كنيسة مار أنطونيوس الكبير» في جديدة المتن.