تقليد جديد أرسته السفارة المغربية في تونس من خلال إصدار سلسلة كتب تحت عنوان «غبطة الجوار» تعنى بالقواسم المشتركة بين المغرب وتونس. وقد خصصّ العدد الرابع من هذه السلسلة الصادر قبل أيام للشيخ محمد الفاضل بن عاشور (1909-1970) مفتي الديار التونسية وصاحب عديد المؤلفات الأدبية والفقهية والتاريخية. وصدر الكتاب بعنوان «الشيخ محمد الفاضل بن عاشور عنواناً للمشترك الثقافي المغربي التونسي». قدّم للكتاب السفير المغربي في تونس حسن طارق سفير الذي قال إنّ «التاريخ يحتفظ للشيخ الراحل بصورة المناضل الوطني والفقيه العالم والمثقف المستنير والخطيب المفوّه؛ صاحب الحضور اللاّفت في أعلى مناصب العلم والقضاء والإفتاء».وأشار نجل الشيخ محمد الفاضل بن عاشور؛ الدكتور رافع بن عاشور أستاذ القانون في الجامعة التونسية والوزير والسفير السابق إلى علاقة والده بالمغرب وهي علاقة «ضاربة أصولها في القدم نظراً للأصول الأندلسية المغربية لعائلة ابن عاشور». وأضاف: «لقد كانت علاقة الشّيخ بالمغرب علاقة شغف وجداني؛ عبّر عنها؛ رحمه الله؛ في مقال عنونه «سياحة روحية» ونشره في مجلّة «المباحث» التونسية في أيلول (سبتمبر) 1944 واستهله بهذه الجملة الرائعة البليغة؛ المعبّرة عن مشاعره الفيّاضة: كان هوى قلبي عالقاً بالمغرب من زمان بعيد».
تضمّن الكتاب أيضاً دراسة لمحمد الكحلاوي بعنوان «في عمق التواصل الثقافي والعلمي بين تونس والمغرب»، ودراسة نشرها الشيخ محمد الفاضل بن عاشور سنة 1965 بعنوان «فاس من خلال المخطوطات التونسية» وتقديم عبدالكريم محمد للمحاضرات المغربيات بعنوان «الإشعاع الفكري الإسلامي بين تونس والمغرب على مدى القرون»، وملحقاً لمقالات كتبها الشيخ الفاضل بن عاشور عن ثلاثة ملوك مغاربة بعنوان «لقد كان لي الشرف بمعرفة ثلاثة سلاطين أشراف».
هذا الكتاب يضيء جوانب من العلاقات الثقافية والنقاط المشتركة بين تونس والمغرب من خلال الشيخ محمد الفاضل بن عاشور والتراث الأندلسي الذي يجمع بين البلدين.