رحيل المفكر الإشكالي سيد القمني

  • 0
  • ض
  • ض
رحيل المفكر الإشكالي سيد القمني
يعدّ القمني من أبرز الشخصيات المثيرة للجدل في الأوساط الفكرية المصرية

انطفأ أخيراً المفكر المصري سيد القمني (1947-2022) عن 75 عاماً بعد صراع مع المرض. ويعدّ القمني من أبرز الكتّاب والمفكرين الذين أثارت كتاباتهم الجدل في الأوساط العربية، إذ عرف بـ «بالجرأة في تصديه للفكر الذي تؤمن به جماعات الإسلام السياسي»، وبالأفكار التي أثارت حفيظة «التيار الإسلامي» في العالم العربي، مما دفع مجموعة من قيادات هذا التيار لوصفه بـ «المرتد». ومعلوم أن غالبية أعمال القمني الأكاديمية تناولت زوايا شائكة من التاريخ الإسلامي. على سبيل المثال، حاول في كتابيه «الحزب الهاشمي تأسيس الدولة الإسلامية» و«حروب دولة الرسول» إظهار دور العامل السياسي في اتخاذ القرار الديني في التاريخ الإسلامي المبكر. كما يعدّ كتابه «رب هذا الزمان» من أشهر أعماله، خاصة بعدما صادره «مجمع البحوث الإسلامية» التابع لمشيخة الأزهر، وأخضع بعدها القمني لاستجواب في نيابة أمن الدولة العليا، حول «معاني الارتداد المتضمَّنة في كتابه». ومن أبرز أعماله «حروب دولة الرسول»، و«قصة الخلق»، و«النسخ في الوحي»، و«الحزب الهاشمي»، و«النبي إبراهيم والتاريخ المجهول»، و«العرب قبل الإسلام». مجموعة إسهاماته عرّضته لمجموعة تهديدات على اثر تصاعد لهجة مقالاته ضد الإسلام السياسي، بخاصة عقب تفجيرات «طابا» في 2004 بعدما هاجم قيادات في تيار الإسلام السياسي. وأعلن بعدها انه تلقى العديد من الرسائل التهديدية، التي تطالبه فيها بالعودة عن أفكاره وإلا تعرّض للقتل. وفي عام 2016، حقق النائب العام المصري في بلاغ قدمه المحامي المصري خالد المصري، ضد القمني، يتهمه فيه «بازدراء الدين الإسلامي» و«سبّ الصحابة»، على خلفية ما قاله في ندوة أقامتها منظمة «أدهوك» في بروكسل حول الإسلام السياسي. يذكر أن القمني فاز بجائزة الدولة المصرية التقديرية» في العلوم الاجتماعية لعام 2009، الأمر الذي لم يلق ترحيباً من الإسلاميين، فرفع الداعية الإسلامي يوسف البدري، دعوى قضائية ضد وزير الثقافة آنذاك، فاروق حسني، وشيخ الأزهر، معتبراً أن الجائزة «إهدار للمال العالم»، وأنها منحت لشخصية «تسيء للذات الإلهية والدين الإسلامي».

0 تعليق

التعليقات