عن عمر 88 عاماً، رحل عبد القادر البدوي، أحد رواد المسرح المغربي وعرّابه، أول من أمس الجمعة، في المستشفى العسكري في الرباط بعد معاناة طويلة مع المرض.وُلد البدوي في عام 1934 في مدينة طنجة (شمال المغرب)، قبل أن تضطر أسرته إلى الرحيل إلى مدينة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمملكة، بسبب ظروف عمل والده. وهناك، التحق بـ «مدرسة النجاح» في حي «الأحباس» الذي كان يفصل بين حي الأوروبيين وحي البسطاء في درب السلطان، غير أنه اضطر للتسرب من المدرسة في سن الـ15، للعمل في مصنع للتبغ، بعد توقف والده عن العمل.
وخلال مسيرته الفنية التي استمرت لنحو خمسين سنة، عمل الراحل على إغناء الخزانة الفنية المغربية بمئات الأعمال التلفزيونية والمسرحية، في إطار فرقة «مسرح البدوي»، إلى جانب شقيقه الفنان المسرحي عبد الرزاق البدوي. واستمر نشاط الفرقة من سنة 1965 إلى 1995.
اهتم البدوي بالمسرح الداخلي وداخل القرية، وقدم عروضاً خاصة للعمال، وساهم في مسرح الطفل، بالإضافة إلى خوضه تجارب مع القوات المسلحة الملكية داخل الثكنات والمستشفيات والسجون. كما كان له حضور في أغلب الأنشطة الوطنية والصناعية والقومية، لا سيما المتعلقة بدعم القضية الفلسطينية.
وبينما تعدت تجربة مسرح البدوي الحدود، ودخلت مناهج التعليم الأكاديمي في جامعات مغربية عدّة، عرف عنه انتقاده الشديد للقائمين على الشأن الثقافي في المغرب ولسياسة الدعم الحكومي للمسرح، وكذلك لـ «اللوبي الثقافي الفرنكوفوني في المغرب» الذي اعتبر أنّه كان «وراء إجهاض حلم تطوير مسرح مغربي قوي بخصوصية البلد الثقافية واللغوية».
ومن أبرز الأعمال التي قدّمتها فرقة «مسرح البدوي»، نذكر: «الهاربون»، «غيثة»، «العاطلون»، «يد الشر»، «العامل المطرود» وغيرها.
وفور الإعلان نبأ الوفاة، اتخذ عدد من الفنان المغاربة من حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي منابر لنعي الراحل بكلمات مؤثّرة، معبّرين عن حزنهم الكبير لرحيله.