قرّر الأردن رسمياً وقف عرض فيلم «أميرة» للمخرج المصري محمد دياب ومنعه من التداول بعد حملة رفض وشجب واسعة لمضمونه المسيء للأسرى. جاء ذلك بعدماشهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملة تطالب بسحب الفيلم، تحت وسم #أسرانا_خط_أحمر. وفي هذا الإطار، طالب «تجمّع اتحرّك لدعم المقاومة ومجابهة التطبيع» نقابة الفنّانين الأردنيّين العمل على منع عرض الشريط الذي اختاره الأردن أخيراً لتمثيله ضمن السباق على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي ضمن الدورة الرابعة والتسعين من الأوسكار. ولفت التجمّع في بيان نشره على صفحته الرسمية على فايسبوك إلى أنّه «نضم صوتنا إلى كلّ الأصوات التي علت اعتراضاً على هذا الفيلم، والذي فيه من التشكيك والإساءة والتشويه ما يجعلنا نرفض ونُدين ونستنكر استمرار عرضه». وأضاف: «القضية ليست مشهداً لنطالب بحذفه، بل إنّ الأحداث كلّها تنطلق من أساس تشويه الحقائق والإساءة للأسرى، وبالتالي تصبّ في خدمة الاحتلال ورواياته الزائفة والمُضلِّلة».
هكذا، طالب التجمّع «كما العديد من الجهات والفعاليات، نقابة الفنانّين الأردنيّين أن تتحرّك لمنع الشريط، كما ونطالب من دور السينما الأردنية بعدم عرضه، كما وعلى طاقم العمل أن يعتذر عن هذه الإساءة والتشويه».

يأتي ذلك في وقت أثار فيه «أميرة» انتقادات من جانب مؤسّسات الأسرى، التي اعتبرته مسيئاً إلى قضيتهم ويخدم رواية الاحتلال واستهدافه هذه الشريحة من الشعب الفلسطيني.
وفي هذا الإطار، قال رئيس نادي الأسير، قدورة فارس، لوسائل إعلام فلسطينية إنّ «أميرة» يخدم الاحتلال الإسرائيلي وروايته ضد الأسرى، مُديناً «استغلال هذه القضية، التي تُعتبر إنجازاً فلسطينياً لم يحدث في التاريخ إلاّ في فلسطين».
وبحسب رئيس نادي الأسير، فإنّ «مَن لجأ إلى هذه الحبكة السينمائية، عبر استغلال قضية وطنية حساسة، تعامل معها بطريقة مَرَضية، لغايات تسويقية»، مضيفاً أنّ «العمل لا علاقة له بالفن، وفيه استغلال لقضية عالية الرمزية بطريقة وضيعة، وسيكون لنا موقفنا في هذا الخصوص، وخاطبنا وزارتي الثقافة والخارجية ورئاسة الوزراء وهيئة شؤون الأسرى والهيئة العليا للأسرى، وستكون لنا مجموعة من الخطوات ضد هذا الفيلم». كما أشار إلى أنّ الفيلم، الذي يشوّه إنجاز الأسرى وتجربتهم في الخصوص، فيه مؤشرات لا يستفيد منها إلّا الاحتلال، مؤكداً أنه عمل مرفوض، «جملة وتفصيلاً، ولا يستند إلاّ إلى الأكاذيب، التي حولته إلى أداة تخدم الاحتلال الإسرائيلي».
تجدر الإشارة إلى أنّ الفيلم من بطولة الأردنية صبا مبارك والفلسطيني علي سليمان والممثلة الشابة تارا عبود، وعُرض عالمياً للمرّة الأولى ضمن فعاليات «مهرجان البندقية السينمائي الدولي» في أيلول (سبتمبر) 2021، حيث حصل على أكثر من جائزة، كما شارك في «مهرجان الجونة السينمائي» في مصر و«أيام قرطاج السينمائية» في تونس. يتناول العمل قصة فتاة فلسطينية جاءت إلى الدنيا عن طريق التلقيح الصناعي من نطفة مهرّبة لوالدها المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يجعلها تفخر دائماً باعتبارها ابنة مناضل ضد الصهاينة. لكن عند تطلع الأب لإنجاب طفل آخر بالطريقة نفسها، يكتشف الأطباء أنّه عقيم لتبدأ مأساة الفتاة في البحث عن حقيقة وجودها، لتكتشف أنّها ابنة ضابط صهيوني في الأسر.
علماً بأنّ «أكاديمية فنون السينما وعلومها» المنظِّمة للحدث السينمائي البارز ستُعلن عن القائمة المختصرة للترشيحات في كانون الأوّل (ديسمبر) الحالي، ليُكشف عن القائمة النهائية في شباط (فبراير) 2022، تمهيداً لإقامة السهرة في لوس أنجلوس في 27 آذار (مارس) 2022.